صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/206

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بالنفس ، من حيث أن الانفعال يحدث عندما تحكم النفس بأن الحال تدعو إليه . كما أنه لا يصح القول إن النفس تبنى أو تحيك ، وإنما يجب أن نقول إنن الإنسان يحيك و يبنى بالنفس.. ولسنا نقصد بهذا أن الحركة هي في النفس بل أنها تارة تصدر عنها وطوراً تنتهى إليها (1) . .... فأرسطو يضع النفس والجسم جزئين. لجوهر واحد متحدين اتحاد الهيولى والصورة ، لاجوهر ين تامين كما يفعل أفلاطون . ونظرته في الانفعالات أصدق من نظرة ديكارت ولنج ووليم جيمس وغيرهم من المحدثين الذين يضعون الجسم من جهة والنفس ( أو الظواهر النفسية ) من جهة ثم يحارون في التوفيق بينهما . ی - ويستعرض أرسطو الآراء على عادته للإفادة من حقها واجتناب باطلها واستخراج مسائل العلم فيقول : إن الفلاسفة جميعاً لاحظوا أن الحى يمتاز من غير الحي بخاصتينها الحركة الذاتية والإدراك ، فمن قال منهم بمبدإ واحد للأشياء تصور هذا المبدأ متحركا وعالماً وجعل النفس شيئاً منه ، مثل طاليس وأنكسيانس وهرقليطس ، أو تصور البدأ متحركا فقط ثم حاول أن يعلل به الإدراك ، مثل ديموقريطس . . ومن قال بمبادى عدة ألف النفس منهـا جميعاً ، مثل أنبادوقليس وأفلاطون ، لكي تدرك النفس بكل واحد من أجزائها العنصر الشبيه به في الأشياء . ثم إن كثرتهم أضافت للنفس اللطافة والبعد عن كثافة الجسمية ما أمكن) - وردود أرسطو طويلة مجتزى منها بالنقط الآتية : لا يمكن أن تكون النفس جسياً فإن التخيل والتذكر والإحساس لا تشبه ظواهر النار ولا الهواء ولا أي جسم آخر : إنها إدراك والإدراك غير منقسم لا يتصور له نصف أو ربع ، فمحال أن يصدر عن الامتداد المنقسم . ويقال مثل ذلك من باب أولى من التعقل يضاف إليه أن الوجدان يرد مختلف الظواهر النفسية إلى الوحدة ، فكيف كان (۱) مال اوف ٤. (۲) م ۱ ف ۰۲