صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/207

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

النفس يتسنى ذلك لو كانت النفس مجموعة ذرات ؟ وكيف كانت النفس تدرك الكثرة لو لم تكن واحدة غير منقسمة ؟ و إذن فقد أصاب أفلاطون إذ وضع النفس روحية ( بالرغم من بعض تعبيراته ) ولكنه يعرفها بأنها متحركة بذاتها ، ومعنى هذا أنها في المكان بالذات لا بالعرض ، والواقع أنها في الجسم وأن الجسم هو الذي في المكان . ثم إن التعقل . ---- وهو عنده الوظيفة الأخرى يبدو كانه سكون لاحركة و بالأخص التعقل الإلهى فإنه دائما هو هو دون تعاقب ولا تكرار . وليس يجدي تعريف أفلاطون للنفس في تفسير الحركة البادية في الطبيعة ، فإن النفس إذا كانت تتحرك بذاتها فهي تستطيع أيضاً أن لا تتحرك فتصبح الحركة العالمية ممكنة لا ضرورية . ولقد ذهب أفلاطون إلى أن للإنسان نفوساً ثلاثا ، ولكن هذا التصور بهدم وحدة الحى ، فإن الحي لا يستمد وحدته من الجسم ، والجسم مفتقر بطبعه لمبدا برده واحـداً . والواقع أن النفس واحدة ، وأنها كلها في الجسم كله ، يقابل أفعالهـا المتعددة قوى فيها متعددة . يدل على ذلك أن النباتات والحيوانات الدنيا إذا قسمت كان من أقسامها أحياء من ذات النوع ، كل منها حاصل على جميع قوى النفس للقسومة قائم بجميع وظائف نوعه . والتعليل الوحيد أن النفس واحدة بالفعل كثيرة بالقوة . ولا يقدح في ذلك أن الحشرات الناتجة عن القسمة لا تعمر ، فإن قصر عمرها راجع إلى أن القسمة تضعف فيها آلات البقاء) . - و -- و بعد النقد ووضع المسائل يعرض أرسطو تعريفين للنفس ، ونحن نمهد لها بالتقسيات الآتية مأخوذة من مجموع كلامه وإن لم ترد على هذا الوجه في موضع واحد فنقول : أنواع الحياة ثلاثة : نامية وحاسة وناطقة . والخاص منه (۱) م ۱ ف ۳ وفه . (۲) ماف ، ص ۱۱ ا ع ا س ٢٦ وما بعده سوم ۲ ف ۲ ص ٤١٣ ع با مي ۱۴ وما بعده .