صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/209

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٦٢ - النفس النامية والنفس الحاسة : 1 - قال الحياة أولا على النامية لأنها مشتركة بين الأجسام الحية جميعاً ، فهي موجودة في النبات دون الحس والعقل ، ولا يوجد الحس والعقل بدونها في الحيوان الأعجم والإنسان . وللنفس النامية وظيفتان : النمو والتوليد . و الحى نمو أو يتناقص في جميع أجزائه على السواء ، لا كالجاد الذي يزداد في جهة واحدة أعلى أو أسفل يميناً أو شالا . والحي يحيى و ينمو ما دام يقبل الغذاء ، وليست التغذية مجرد إضافة مادية ، وليس نمو الحى ناتجاً من مجرد فعل العناصر الداخلة في تركيبه كما يزعم أنبادوقليس وديموقريطس ، و إنما هذه العناصر مساعدة فقط ، والفاعل النفس. والتغذية تمثيل شأنه أن يحول المباين شبيها ، أي أن الغذاء يفقد صورته و يتخذ صورة المغتذى . على أن الغذاء ليس مبايناً بالمرة ، لأن التغذية لا تتم بأي شيء ، ولكنه مباين بالفعل شبيه بالقوة ، لذلك نرى الحي يختار مواد معينة يأكلها و يشربها ، و يختار في هذه المواد ما يلائمه فيتمثله و يفرز ما لا يلائمه . فالغذاء لحم ودم وعظم بالقوة ، والشيء لا يصير كذا بالفعل إلا وهو كذا بالقوة . - ثم إن النمر والمقدار في المركب الطبيعي حدا ونسبة ، أما في الصناعي فلا ، وليس ينمو الى اتفاقاً و إلى غير نهاية بل هو يتخذ حجماً وشكلا هاما في كل نوع . والنسبة والحد تابنان الصورة لا المادة أي للنفس لا للجسم ، فإن المادة لا تترتب بذاتها بل بمرتب . – وأما التوليد فيحفظ النوع كما أن الاغتذاء يحفظ الفرد « والتوليد مشاركة في الدوام والألوهية بقدر ما يستطيع الكائن المائت ، وهـذه للشاركة مطلب جميع الموجودات وغاية أفعالها الطبيعية ؛ فبالتوليد يبقى الكائن المانت لاهو هو بل شبيها بنفسه ، لا واحدا بالعـدد بل واحداً بالنوع » (1) . --- والمذهب (۱) م ف ٤ ( وهو الخناس بالحياة الثانية ) ص ٤١٥ ع ا و ب . t (