صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/210

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

حيا الآلى عاجز عن تفسير الاغتذاء والتمثيل وتكون الحي في صورة ومقدار معينين وولادة الحي حيا شبيها به . على أن أرسطو كان يعتقد بالتولد الذاتي في بعض الحيوانات الدنيا أي بتولدها اتفاقاً من الطين أو من مواد متعفنة (1) « بقوة المادة » وقد اضطر إلى هذا الاعتقاد لما كان يبدو من مطابقته لاواقع ، وهو يريد بالمادة هنا جسماً ماديا له كيفياته لا الهيولى ، ويشبه قوة المادة هذه تحدث كائناً من غير جرثومة تحت تأثير الحرارة – بقوة الجسم المريض ببرأ بحرارة عارضة دون تدخل الطبيب ؛ فإن من شأن الطبيب أن يحدث الحرارة بالفن فتعمل الطبيعة على البرء ، فإذا ما حدثت الحرارة اتفاقاً قامت الطبيعة بعملها كذلك ، - والمذهب الآلى عاجز عن تفسير النفس الحاسة ، فإنها لو كانت مؤلفة من مبادئ الأشياء للزم أن الحراس نحس أعضاءها ، وأنها تحس في غير حضور المحسوسات من حيث أنها حاصلة على العناصر التي هي موضوع إحساس . والواقع ينقض النتيجتين ، والسبب أن العضو ليس هو الحـاس بالذات بل بالقوة المتحدة به ؛ وأن القوة الحاسة ليست بالفعل بل بالقوة فقط ، وتخرج إلى الفعل بتأثير المحسوس ؛ فإنها لا تحس دائماً ، حتى اللمس وهو منتشر في الجسم كله لا يؤدي وظيفته دائما ، أو على الأقل لا يحس دائماً جميع الكيفيات التي يستطيع أن يحسها . ليست أذن القوى الحاسة مادية ، و يتبين ذلك أيضاً من أن انفعالها ليس من قبيل الحركة أو الاستحالة المعروفة في الطبيعيات والتي شأنها أن يفسد بها المنفعل شيئاً فشيئا بتأثير الفاعل ، وإنما هو انفعال من نوع آخر ليس له اسم خاص وليس فيه تدرج ، لايفسد به الحس لأنه قوة صرفة من غير صورة ولكنه يخرج من القوة فيقبل صورة المحسوس ويتكمل بها مع بقائه هو هو . والعضو نفسه ا (۱) تكوين الحيوان ۳۰۰ ف ۱۱ ص ٦٧٢ ع ا س ۸ . وما بعد الطبيعة م ۷ ف ۷ س ۱۰۳۲ ۴ ۱ ۳۰ و ۹ ص ١٠٣٤ ب س - ۰۹ (۲) م ۲ به