صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/211

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

يجب أن يحققى هـذا الشرط بالقدر الذي تطيقه المادة ، وهو في الواقع نوع من المزاج والوسط بين الأضداد في المحسوسات ، بحيث لا يحس إلا ما يزيد عن كيفيته هو ، ولأنه وسط فهو يستطيع أن يصير واحدا من الضدين أي يتفعل به في حين أنه لا ينفعل بما يعادله في الكيفية . إن ما يجب أن يدرك الأبيض والأسود ينبغي أن لا يكون بالفعل لا هذا ولا ذاك بل أن يكون كليهما بالقوة ، وعضو اللمس لا ينبغي أن يكون بالفعـل حارا ولا باردا (1) . فوضع الحس قوة غير معينة ، والعضو وسطاً بين الأضداد ، ضروري افهم الإحساس ؛ فإن الإحساس تمثيل كالاغتذاء ولكنهما يفترقان في أن المنتذى يتمثل الغذاء بمادته أي يحيـله إلى ذاته بينها الحاس يتمثل بالمحسوس أي يستحيل إلى صورة المحسوس استحالة . ا طبيعية في العضو ( كتمثل الشبكية بصورة الشيء ) ومعنوية في القوة الماسة والاستحالة الطبيعية شرط لإدراك الحس ولكنها غير كافية لتفسير الإحساس ؛ فالهواء يتفعل بالرائحة و يصير رائحاً لا مدركاً للرائحة ، ونحن هنا بإزاء حالة ، حالات اتحاد النفس بالجسم الذي ذكرناه عند الكلام على الانفعالات النفسية بالإجمال ( ٦١ ج ) ، والاستحالة المعنوية قبول الحس صورة المحسوس دون مادته كما يقبل الشمع صورة الخاتم دون معدته « فليس الحجر هو الذي في النفس بل صورته »(٢) . ولأن النبات خلو من مثل هذا التوسط بين الأضداد ، ومن مبدا كفيل بقبول صور المحسوسات دون مادتها، فهو لا يحس مع اشعاله بالمدرسات كالحرارة والبرودة الفعالاً ماديا وانقلابه حارا أو باردا (3) . ولأن الحس قوة صرفة فالإحساس « موضوعی » : إذا ما تأثر الحس بالصورة المحسوسة أضافها

(۱) م ۲ ف ۱۱ . ويقال مثل ذلك في سائر الحراس . (۲) م ۳ ف ۸ ص ٤٣١ ع همه می ۰۳۰ (۳) ۲۳ ف ۰۱۲