صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/213

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بالعين تحسان أشياء منفصلة - وأخيرا المحسوس بالعرض ؛ فهو مثل أن ندرك أن هـذا الأبيض ابن فلان ، فإن هذا الإحراك الثاني محسوس بالعرض لاتصاله عرضاً بالأبيض ، ولأن الحس لا ينفصل به من حيث هو كذلك) . - وهذا التقسيم أوفى وأدق من التقسيم الذي أذاعه جون لوك إلى كيفيات أوليـة هي المحسوسات المشتركة مضاف إليها المقاومة ( الصلابة ) وكيفيات ثانوية في المحسوسات الخاصة ما عدا المقاومة ، فإن لوك قسمها إلى ما هو موضوعي وما هو غير موضوعي في اعتباره ، وأما أرسطو فقد اعتبرها كلها موضوعية وقسمها بحسب إدراكنا إياها ، وقد رأينا أن المحسوسات المشتركة تدرك تبعاً للمحسوسات الخاصة فكيف تكون هذه ذاتية وتكون تلك موضوعية ؟ وكيف تكون المقاومة موضوعية وتكون باقي المحسوسات الخاصة ذاتيـة وكلها محسوسة على السواء ؟ .. ثم إن لهذا التمييز الدقيق بين أنواع المحسوسات أهمية كبرى في تقدير ما يسمى عادة بخطأ الحواس وما هو في الحقيقة خطأ تأويل أو تصديق حاسة في غير موضوعها الخاص . ونحن نصحح الأخطاء بسهولة : نصحح الإحساس الحاضر بالتجربة السابقة ، مثل ما نصحح إحساسنا حركة الشاطئ ونحن في السفينة بعلمنا أن الشاطئ غير متحرك فنحكم بأن السفينة هي التي تتحرك ، وتصحيح الإحساس الحاضر بالتجربة الحاضرة ، مثل ما إذا حركنا بين الأصابع شيئاً من لب الخبز فتحسه بعد برهة اثنين ولكن البصر لايرى سوى واحد . ونصحح الإحساس بالعقل والبرهان ؛ فإننا نعلم بالعقل أن الشمس لكي ترسل أشعتها على الأرض كلها يجب أن تكون ن بعيدة جدا ، ولكى تنطبع صورتها على العين مع بعـد المسافة يجب أن تكون عظيمة القدار ، فليست هي إذن بالمقدار الذي يراه البصر . (۱) ۲۰ ۰ ۱ رم ۳ فاس ٤٢٥ ٤ اس ۱۰ ۲۰ . وما بعد الطبيعة م 4 في * س ۱۰۱۰ ع به ص ۲ - ۰۲۸ (۲) کتاب تعبير الرؤيا في الأحلام في ٢