صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/214

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

S والحواس آلات حياة كما أنها آلات إدراك . وهي تترتب من هلم تقدم هذين الوجهين ترتيبا عكسيا : فباعتبارها مدركة ، البصر أول لأنه يظهرنا على موضوعات أكثر ، خاصة ومشتركة و بالمرض ، وعلى فوارق أكثر ؛ فإن الأشياء جميعاً ملونة ومن ثمت داخلة في نطاقه . والسمع في المحل الثاني لأنه وسيلة التفاهم والتعليم والترقى ، وكان يفضل البسر من الناحية ويتقدم عليـه لولا أن هذا الفصل ليس له بالذات بما هو . حس الأصوات ، ولكنه يرجع إلى العقل الذي يدرك دلالات الأصوات . ثم الشم لمشابهته البصر والسمع في بعد علتـه عن جسم الحاس . وأخيرا الذوق فاللمس ؛ والسبب واضح مما م) . -- و بالنظر إلى أهمية الحواس في حفظ حياة الحيوان ، اللمس أول لأنه ضروري بالإطلاق لوجود الحيوان ، وهو ما من أجله يقال للحى إنه حساس ، يدرك به النافع والضار واللاذ والمؤلم ؛ فهو أساس النزوع من طلب وهرب ، وهو حاسة الطعام والشراب لأنه حاسة الخار والبارد والرطب واليابس وهي كيفيات المأكول والمشروب . أما سائر الحواس فلا تفيد الوجود بل كمال الوجود ، لذلك قد لا توجد في بعض الحيوان مع وجود اللمس . أضف إلى ذلك أنه أساسها جميعاً فهو منبت في الجسم كله وهي مركبة عليه . ويليه الذوق لأنه مرتب كذلك لحفظ الحيوان ولا غنى عنه . ثم الشم فإنه أقل ضرورة منها . أما البصر والسمع فهما من هذه الوجهة كماليان ، ولكن ظهرت لها فائدة حيوية في الحيوانات العليا فذلك بالمرض لا بالذات . ه – و بعد الحواس الظاهرة الحواس الباطنة وهي : الحس المشترك والمخيلة - ۲۰۸ . t (۱) م ۲ ف ۷ -- 11 في مواضع متفرقة . (۲) م ۳ ف ۱۲ - وبقول بعض العلماء الآن إن الحواس تظهر في الجنين على هذا الترتيب