صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/215

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

والذاكرة . فأما الحس المشترك فله ثلاث وظائف : الواحدة إدراك المحسوسات المشتركة ( بما فيها الزمان ) والمحسوسات بالعرض ، فإن هـذا الإدراك يستمين بالتخيل والتذكر فلا بد من قوة واحدة يلتقى عندها الإحساس الظاهر والتجربة السابقة وتكون الصلة بينهما . الوظيفة الثانية إدراك الإدراك أى الشعور ، فبالحس المشترك يدرك الإنسان نفسه رانيا أو سامعاً . . . إذ أن الحس لا ينعكس على ذاته لارتباطه بعضو مادي ، وليس فعله من جنس موضوعه حتى يدركه ؛ فالرؤية ايست ملونة ولا السمع صائناً وهكذا ، فلا بد أن تنتهى الحواس الظاهرة إلى مركز مشترك . الوظيفة الثالثة التمييز بين المحسوسات في كل حس باعتباره جنساً كالتمييز بين الأبيض والأخضر والحامض والمالح -- و بين موضوعات الحواس المختلفة كالتمييز بين الأبيض والحلو مثلاً ؛ فإن هذا التمييز لا يمكن أن يصـدر عن الحواس أنفسها إذ أن كلا منها معين إلى موضوع ، فيجب أن يصدر عن قوة واحدة تجتمع عندها الإحساسات فتضاعي بينها . - أما مركز الحس المشترك فهو عند أرسطو القلب ، وحجته في ذلك أن شرط الإحساس الحرارة ، والقلب هو الذي يوزع الحرارة مع الدم في أطراف الجسم

(Y) ر - ويترك الإحساس أثرأ يبق في قوة باطنة هي المخيلة فتستعيده وتدركه في غيبة موضوعـه ؛ فالتخيل إحساس ضعيف . وبينهما فوارق : الأول إن الإحساس متعلق بالشيء ، والتخيل مستقل عنه . الثاني إن الإحساس صورة مطابقة للشيء ، وقد يكون التخيل اختراعاً أي تأليفاً ، وهو كذلك إما عفوا كما في الحياة الحسية المشتركة بين الحيوان والإنسان ؛ وإما بالتفكير عند (۱) هنا تبدأ اللقالة الثالثة باليونانية ، ولكنها عند العرب وبين اللاتين لا تبدأ إلا بالفصل الرابع في اليونانية ، أي أن المقالة الثانية عندهم عدوى كل الكلام على الحواس المباحة وتبدأ الثالثة بالكلام على العقل . (۲) ۲۰ ۱ و ۰۲ ( 14 - فلسفة )