صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/216

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ا الإنسان وحده ، الفارق الثالث إن الإحساس مفروض علينا ، والتخيل تابع للإرادة في موضوعه وفي زمنه تتخيل ما نشاء ومتى نشاء . س والمخيلة تساعد على تأويل الإحساس الحاضر بالصور المحفوظة فيها ، وهي التي تكون « الصـور اللاحقة » إيجابية وسلبية ، مثال ذلك : إذا تأملنا مدة من الزمن لونا ما أبيض أو أخضر ثم حولنا البصر إلى شيء فإنا نرى هذا اللون منبسطاً على الشيء ، وإذا حدقنا في الشمس أو في لون ساطع ثم أغمضنا العينين فإن هذا اللون يبدو إلى الأمام في الاتجاه للعتاد للبصر ، ثم ينقلب قرمزيا فأرجوانيا فأسود ثم يتلاشى ، والتعليل أن التأثير القوى ينتشر في العضو كله ويتمكن فيه ويعاند التأثيرات الأخرى . - ولفخيلة شأن كبير في الأحلام فهي المصدر الذي تنبعث منه صور الإحساسات السابقة فتظهر في النوم وتخدع الحالم لأن ذهنه منصرف عن كل شاغل خارجي ولا يستطيع ما يستطيعه اليقظان من مراجعة حاسة بأخرى ، وكذلك القول في التخييل في حالة المرض أو الانفعال القوى فإنهما يهيجان الصور فتجتمع وتفترق فتخيل أشياء كثيرة (1) . ز --- والذاكرة قائمة على المخيلة فإن الذكر تمتنع من غير التخيل ، وهما في بعض الحالات يتشابهان إلى ط يتعذر معه التفريق بينهما ، غير أنهما يفترقان في أن المخيلة تقتصر على إدراك الصورة بينها الذاكرة تدرك أن هذه الصورة هي صورة شيء قد سبق إدراكه ، فهي تتعلق بالماضي . ومما يدل على تمايزها أنه قد توجد في الذهن صورة فتبرها مجرد صورة ، وهي صورة شيء عرض لنا في الماضي ، وقد توجد في الذهن صورة هي مجرد صورة فنظنها مذكورة . والذاكرة قد تؤدي وظيفتها عفوا وقد تستحثها الإرادة ، و يسمى هذا النوع الثاني تذكرا (۱) ۳۰ ف ۳ ص ٤۲۸ م به س ۱۰ وما بعده , کتاب تعبير الرؤيا في الأحلام ا

(