صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/217

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ا وهو خاص بالإنسان لأنه يستلزم التفكير ، وتستعين الإرادة فيه بالحركات النفسية التي صاحبت الإحساس و بالحركات البدنية أيضا ( المخية ) فإن هذه وتلك مسلسلات يتبع لاحقها سابقها على حسب قوانين معينة ، كما يتبين إذا أردنا أن تتذكر جملة أو بيتاً من الشعر فإنا نأخذ في ترديد الافظة الأولى ولا تزال في ذلك حتى تظفر بالكل . فالذكر والتذكر متوقفان على تداعي أو ترابط الدور والحركات . وعلاقة اللاحق بالسابق إما ضرورية كالعلاقة بين العلة والمعاول فإن كلا منهما يذكر بالآخر ، و إما ناشئة بالمادة وهو الأغلب ، وفي هذه الحالة اللاحق إما شبيه السابق و إما ضده و إما قرينه في الملاحظة الأولى ، وكلما تكرر التداعي توثقت العلاقة بين الطرفين تنتقل من الواحد إلى الآخر عفواً بفعل العادة ، وأحياناً تنشأ المادة . غير تكرار متى كان الإحساس قويا أو اهتمامنا به شدیدا (۱) . . ۶۳ - النفس الناطقة : ا ی ا - ارتأى الأقدمون أن العقل نوع من الحس وأنه قوة جسمية بحجة أن العقل يدرك الجسميات وأن الشبيه يدرك الشبيه ، ولكن هذا القول الأخير لا يمكن إطلاقه إذ أن الإدراك الخاطى" ليس إدراك الشبيه ، ثم إن جميع الحيوان يحس ولكن أقله يعقل وهو الإنسان ، وإذن فليس التعقل والحس واحدا ؛ وإلا لكان جميع الحيوان يعقل من حيث أن جميعه يحس . -- و يمتاز العقل من المخيلة أيضاً ، فإن التخيل متعلق بإرادتنا كما ذكرنا أما الحكم على الأشياء - وهو فعـل المقل فلا يتعلق بالإرادة إذ أنه صادق أو كاذب بالضرورة أما الصورة فلا . ونحن حينها نحكم على شيء بأنه مخيف نشعر بالخوف ، ولكنا بإزاء الصورة المخيفة مرسومة قد لا تنفعل أو تنفعل قليلا جدا ، وعلى كل حال ( (1) كتاب الذكر والذكر .