صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/219

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

يسمى عقلا نظريا ، فإذا ما حكم على الجزئيات بأنها خير أو شر فحرك النوع إليها أو النفور منها سمى عقلا عمليا . والفرق بين الحس والعقل من هذه الجهة أن الحس يدرك اللاذ أو المؤلم في حقيقته المتشخصة ؛ والعقل المدلى يدرك الخير والشر من حيث ها كذلك وهما معقولان كالحق والباطل ا - والمقولات موجودة بالقوة في الصور المحسوسة ، سواء المجردات الرياضية والكيفيات الجسمية ( لا مفارقة كما ذهب إليه أفلاطون ) لهذا لا يمكن التعلم أو الفهم من غير الإحساس ، فإن المحروم حاسة . محروم المعارف المتعلقة بها ، ولهذا يجب أن تصاحب التعقل صورة خيالية ، ولو أن التخيل متمايز من الإيجاب والسلب كما قدمنا ، وليست المخيلة مشاركة للعقل في تعقله كمشاركة الدين لقوة الإبصار ، وإنما هي لازمة لتقديم مادة التعقل . ولما كان العقل بالقوة فلابد من شيء بالفعل يستخلص المعقولات من الاديات و يطبع بها العقل فيخرجه إلى الفعل ( وهذا الشيء بالفعل هو « العقل الفعال » ، ولم ترد هذه التسمية في كتب أرسطو كما أنه لم يقل « العقل المنفعل » سوى مرة واحدة منشير إليها فيما بعد ونبين أنه أراد بهذا التعبير شيئا آخر غير الحقل الذي يخرج من القوة إلى الفعل والمذكور هنا . والتسميتان من الشراح وضعوها بناء على ألفاظ أرسطو ومذهبه العام . ونظراً لأهمية هذا البحث في تاريخ الفلسفة الإسلامية ولغموض كلام أرسطو في مواضع رئيسية غموضاً كان مثار جدل كثير منذ زمان طويل ، نترجم هنا عباراته ثم نعود إليها بالشرح ، قال : ) « يجب أن يكون في النفس تمييز يقابل التمييز العام بين المادة و بين العلة الفاعلية التي تحدث الدور في المادة . من هـذا الفصل ، ولكن النص غامض جدا ، وقد عوكا على نس أصرح وأرد في في 7 ص ٤٣١ ع باس ۱ سب ۰۲۰ (۱) م ف ٧ من س ٤٣١ ع ب إلى نهاية الفصل . (۲) ۳۰ ۸ و م ا ف ا ص ٤٤٠٣ ا س ٦ - ۱۰ . {