صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/220

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وفي الواقع مجد في النفس من جهة واحدة العقل المائل للمادة من حيث أنه يد جميع المعقولات ، ومن جهة أخرى العقل ( المائل للعلة الفاعلية ) لأنه يحدثها جميعاً ، وهو بالإضافة إلى العقول كالضوء بالإضافة إلى الألوان يحولها من ألوان بالقوة ( في الظلمة ) إلى ألوان بالفعل . وهـذا العقل ( الفعال ) هو القابل للمفارقة ، وهو غير منفعل ( أصلا ) غير ممتزج بمادة لأن ماهيته أنه فعل ، والفاعل أشرف دائما من المتفعل ، والمبدأ ( العلة ) أشرف من المادة . . . و بعد أن يفارق يعود ما هو بحسب ماهيته ، وهو وحده من حيث هو كذلك خالد ودائم ، غير أننا لا نتذكر ( في حال المفارقة ) لأنه غير متفل بينها العقل المنفعل فاسد . غير هذا فليس ا مع شيء يفكر »(1). تقول : يؤخذ من هذا النص أولا أن في النفس عقلا مماثلا المادة ، ولهذا السبب سمى بالهيولاني و بالمنفعل لا لكونه ماديا – وعقلا مماثلا لعلة الفاعلية هو العمال ، وهو في النفس أيضاً بدليل قوله : « نجد في النفس ، وقوله : ل و بعد أن يفارق » فلا سبيل إلى القول اسكندر الأفروديدي أنه الله ولا إلى اعتبار ابن سينا وابن رشد معبرين عن فكر أرسطو إذ يجعلان العقل الفعال مفارقا للإنسان . ويؤخذ ثانياً أن العقل الفعال يجود الصور المعقولة و يتيح المنفل أو الهيولاني أن يتحد بها كما يتحد الحس بموضوعه ، فالهيولاني أو المنفعل هو المتعقل وأما الفعال فهو المجرد ، وهذا طبقاً للمبدأ العام « أن ما هو بالقوة بصـير بالفعل بتأثير شيء هو بالفعل » . وقوله : « قابل المفارقة ، هوالقصود لا « مفارق 4 بالفعل ، ولو أن اللفظ اليوناني يحتمل المعنيين ، وذلك لما أوضحناه الآن ولقول أرسطو « و بعد أن يفارق ، مما لا يدع مجالا للشك . وقوله : « هذا العقل هو » أن العقل الفعال وحده قابل للمفارقة دون المقل المنفعل ، ولكنه قال عكس ذلك في الفصل السابق ، فالمراد « وهذا الحقل أيضاً ، لأن السبب واحد من يشعر (۱) م ۳ فه . 4 a D