صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/221

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
وغير

یعنی الجهتين ، وهو أن إدراك العقل المجردات يستلزم أن يكون هو مجردا . غير أن قوله : « والفاعل أشرف من المنفعل » يدل على مفاضلة بين المقاين وتفضيل الفاعل على المنفعل وهذا إشكال ، أو هو يدل على أنه إذا كان المنفعل مفارقاً ، فالفعال أحرى أن يكون مفارقا من حيث أنه أشرف . وقوله : « غير منفعل » أنه دائما بالفعل وليس فيه شيء بالقوة يتطلب التحق . وقوله ممتزج بمادة » ، يعنى أنه غير متحد بعذر ولكنه يعمل دون عضو . . والسبارات التالية خاصة بالخلود ، ولقد كان أرسطو مقلا في هـذه المسألة بخلاف أفلاطون ، وياليته كان صريحاً مع هذه القلة ! يقول : « و بعد أن يفارق يعود ما هو بحسب ماهيته ، أي أن العقل الفعال ولو أنه غير منفعل إلا أن اتصاله بالجسم يظلم طبيعته فلا يستعيد صفاءها إلا بانتهاء هذا الاتصال . و يقول : « وهو وحده خالد » ، فكانه يتفى الخلود عن المنفعل وقد سبق له عكس ذلك ، وفي نصوص أخرى سنذكرها الآن يثبت بقاء العقل من غير تمييز بين منفعل وفعال . ثم يقول : « غير أننا لا تتذكر لأنه غير منفعل ، ويعنى أن العقل الفعال لما كان غير منفعل فليس يحفظ أي أثر من ظروف الحياة ، فإذا ما فارق انعدمت الذاكرة لأن « الفكر كالمحبة والبغض ليس انفعال العقل بل أفعال الشخص ، لهذا حين يفسد الشخص لا تبقى ذكرى ولا صداقة (1) . وهنا دليل آخر على أن أرسطو لم يكن يرى العقل الفعال مستقلا عن النفس وخالدا وحده ، فإنه يقول : « غير أننا لا نتذكر » يقصد النفس كلها وإلا فإن مثل هـذا التأويل يؤدى إلى وضع صورتين في الجسم الإنساني هما النفس مبدأ الحياة والعقل الفعال مبدأ التعقل ، وهـذا يناف مذهب أرسطو منافاة صريحة في أن الموجود الطبيعي وأحد بصورته الواحدة ، و يقربه من رأى أفلاطون في النفوس (۱) م ا ف ٤ مي ٤٠٨ ع هه س ٢٦ - ۰۳۰ | {