صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/223

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۱۷ --- ينتهى لارتباطه بالتخيل وامتناع التخيل بفساد الجسم ، أما العقل نفسه فياق . والعبارة الأخيرة : « ومن غير هذا فليس شيء يفكر » يدل ظاهرها على أن هذا » يعود على العقل المنفعل المذكور قبله مباشرة ( و يستقيم المعنى أيا كان المراد بالعقل المنفعل) ، ولكن بعض الشراح يرده إلى العقل الفعال و يضع الجملة السابقة بين قوسين ... وهذا التأويل وتأويلات أخرى كثيرة إنما اصطنعها الناظرون في هذا الموضع من المقالة الثالثة لغموض أقوال أرسطو واضطرابها ، وقد حاولنا أن نونيها وتلائم بينها بقدر الإمكان --- تبقى مسألة أصل هذا العقل الخالد ( أو النفس الناطقة ) ، ومن مجد عند أرسطو قولا فيها متفقاً مع رأيه في مباينة العقل المادة وسموه عليها و إن كان يعوزه بعض البيان : هذا القول هو « أما العقل فيلوح تماما أنه يأتي فينا وهو حاصل على بينما سائر الصور الطبيعية تخرج من « قوة المادة » وجود ذاتي وغير فاسد » وتعود إليها . ولسنا نستطيع أن نقول إن النفس الناطقة مخلوقة فإن أرسطو لم يعرف فكرة الخلق ، ولا أن نقول بالتناسخ لأنه يلح في أن العلل الفاعلية فقط له وجود سابق على معلولاتها أما العلل الصورية فمساوقة لمعلولاتها في الوجود ، وأن كل ما يمكن الفحص عنه هو بقاء الصورة بعد الحلال المركب لا سبقها على تأليفه(٢) . وإذن فمن أين يأتي العقل ؟ المسألة معلقة .

(۱) م ا ف ٤ ص ٤٠٨ ع ب س ۱۸ ، وفي كتاب « تكوين الحيوان ، م ۲ نہ ۳ س ٧٣٦ ع ب س ٢٨ : أن الحقل الفعال يأتى من خارج ويعمل في الجنين (۲) ما بعد الطبيعة م ١٢ ف ٣ ، وتكوين الحيوان في الموضع الذكور .