صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/224

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

الفصل الخامس

ما بعـد الطبيعة

٦٤ — وصف الكتاب :

أ — يشتمل الكتاب على أربع عشرة مقالة مرقومة بأحرف الهجاء اليونانية غير أن ما فيها من تكرار كثير وما بينها من قلة التناسق يحمل على الاعتقاد أن أرسطو لم يقصد إلى جمعها كلها في مؤلف واحد وترتيبها على النحو الذي نراه. لذلك أسماها البعض و الكتب الميتافيزيقية ، إلا أن بعضاً آخر يرفض هـذه التسمية استناداً إلى أن المقالات يحيل بعضها إلى بعض ؛ و يذهب إلى أنه يمكن تعيين ترتيب صحيح على ما يبدو من عـدم ترتيب. فالمقالة الأولى تعرف الحكمة بأنها علم العلل الأولى وتعرض مذاهب الفلاسفة في هذه العلل ، ثم تنقدها على مثل ما هو وارد في السماع الطبيعي بإضافة كلام في نظرية المثل الأفلاطونية. — والمقالة الثانية موسومة بالألف الصغرى ، مما يدل على أنها أضيفت إلى الكتاب بعد أن تم جمعه ، وكان الأقدمون يعزونها إلى أحد التلاميذ ، ولكن إسكندر الإفروديسي يقرر أنها لأرسطو ، وعلى كل حال فأسلوبها ومضمونها أرسطو طاليان والغرض منها بيان إمكان هذا العلم بإبطال التداعي إلى غير نهاية في سلسلة العلل وإظهار وجوب الوقوف عند عال أولى. — والمقالة الثالثة تعرض مسائل هـذا العلم وما يقوم من إشكالات بصدد كل منها ، ولما كانت هذه المسائل ستعالج في المقالات التالية فإن هذه المقالة تبين وحدة الكتاب. — والمقالة الرابعة في موضوع هذا العلم أي في الوجود بما هو وجود وفي البادئ الأولى ، وبالأخص في