صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/227

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ی ولا بالضروريات ، نشأت في البلاد التي توفر فيها الفراغ بفضل الحضارة، مثلما كانت مصر مهد الرياضيات لما كان متروكا فيها للكينة من فراغ كثير . وآخر مراحل العلم الفلسفة ، وموضوعها العلل والمبادى الأولى . وهذا الترتيب التاريخي ترتيب من حيث القيمة أيضاً ، فالتجربة أعلى من المعرفة الحسية البحتة ، والفن أعلى من التجربة (مع تفاوت بين الفن العملي والفن الجميل ) ، والعلوم النظرية أعلى من العلوم العملية (1) ، وذلك لاعتبارات منها : أولا أن العلم بالملة وبالكلى أعلى من العلم بالواقع فقط ، لأن صاحبه يعلم بالقوة جميع الجزئيات المندرجة تحت الكلى ، والكلى يتفاوت . ثانياً أن الذي يعلم المسلة أقدر على التعليم ، وتتفاوت هذه القدرة أيضاً بتفاوت العلم بااملة . ثالثا أن معنى العلم أكثر تحققاً في طاعب العلم لذاته لا لمنفعة أية كانت ، فإن العجب هو الذي يدفع الناس إلى الهرب من الجهل ، أي إلى طلب العلم للعلم ، وهذه الخاصية أكثر تحققاً في الجزء النظري الفلسفة فإنه هو الذي يبطل كل عجب ب .... وأعلى العلوم النظرية و الحكمة » الاعتبارات مينها . في علم يدرس الوجود بما هو وجود ومحمولاته الجوهرية ، بينا سائر العلوم يقتطع كل منها جزءاً من الوجود و يبحث في محمولات هذا الجزء فقط . ولما كنا نطالب المبادى" الأولى وأعلى الملل : فهناك بالضرورة موجود ترجع إليه بالذات هذه المال والمبادى") ، ذلك أن الوجود يؤخذ على عدة أنحاء ، وفي كل نحو منها يؤخذ بالإضافة إلى طرف بعينه ، أى إلى طبيعة واحدة ، فمثلا « صحي » ، فهو راجع للصحة ، ويقال على ما يحفظها وما يحدثها وما هو أثر لهـا وعلامة وما هو معد لقبولها ، وكما أن علماً واحداً يبحث في كل ما هو صحى ، وأن الحال كذلك في سائر الأشياء ، فإن الفحص عن جميع الموجودات بما هي موجودات برجع لعلم (۱) مانا. (۲) ۱۰ ف ۰۲ (۳) م 4 في 1 . ا {