صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/229

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ايس من الضروري أن يمقل القائل كل ما يقول. وهو الأعلى والأخير ، إليه يستند كل برهان ، ولم يطلب بعض الفلاسفة البرهان عليه إلا للهايم بالمنطق وعدم تمييزهم بين ما يفتقر إلى برهان وما لا يفتقر . هم يطالبون عالة لما ليس له علة ، ومن المستحيل البرهنة على كل قضية والتداعي إلى غير نهاية فإن مبدأ البرهان ليس برهانا بل إن هناك حقائق لا يطلب عليها برهان ، وهذا المبدأ أتاها اقتضاء البرهان وكل ما نستطيعه بصدده هو أولاً : إقامة برهان الخلف ضد منكريه و بيان أنهم إذ ينكرونه يقرون بصدقه ... وثانياً : إدماض الحجج التي يعرضونها لإنكاره ، فمن الناحية الأولى نطلب إلى الخصم أن يقول شيئا ، فإن لم يقل كان من المضحك أن نبدى أسبابنا لمن لا يستطيع إبداء سبب أملا فأشبه النبات ، ونحن لا نطلب إليه أن يقول إن شيئاً ما هو موجود أو غير موجود ( أي أن يلفظ قضيته تامة ) إذ قد يظن أن في هـذا مصادرة على المطلوب ، بل نكتفى منه بلفظ واحـد له مفهوم عنده أو عند غيره و إلا كان عاجزا عن التفكير والتفاهم فيما بينه و بين نفسه وفيا بينه و بين غيره . فليقل مثلا « إنسان ، وحينئذ فهو يعني ما هيـة مينة يستحيل أن تكون « لا إنساناً ، فيقر ضمناً أن ما هو إنسان ليس لا إنساناً أي يقر بصدق للبدا و بصدق القوارق بين الأشياء . والواقع أن أحدا من الناس لا ينكر ذلك ، و إلا فلم يتوجـه فيلسوقنا إلى ميناري بدل أن يفكر أنه متوجه اليها و يلزم داره ؟ ولم يحاذر السقوط في بئر تصادفه كانه يستقد أن السقوط ليس خيرا وشرها على السواء ؟ (٢) . t ر - أما الحجج التي يعرضها بروتاغوراس وأمثاله فهي إشكالات قامت في فكرهم بصدد العالم المحسوس : 1) فقد رأوا الأضداد ( كالمطار والبارد ) تفق لشيء واحد فقالوا : إنها كانت فيه جميعاً لأن من المال أن يخرج وجود من (۱) م ٤ ف ۰۳ (1) م ٤ ق٤.