صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/231

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-TTO - القول بالوجود واللاوجود في آن واحد يلزم عنه في الحقيقة أن الأشياء ساكنة لا أنها متحركة إذ لا يبقى هناك شيء تتحول إليـه ما دامت المحمولات حاصلة لجميع الموضوعات(1) . وهكذا ينتهى مذهب هرقليطس إلى مذهب بارمنيدس وكلاها زائف ، فالفلسفة الأولى ممكنة وإلا وجب العدول عن كل تفكير . 66 - الجوهر : ا - موضوع الفلاسفة الأولى الوجود الثابت . غير أن الوجود قد يعنى أيضاً الوجود المرضى والاتفاق والوجود من حيث هو حق أي المعبر عنه بالرابطة في القضية ، وكل هذه المعاني خارجة عن نطاق هذا العلم : فالوجود المرضى لا يصح أن يكون موضوع علم أيا كان لأن العوارض عديدة لا تحصى وزائلة غير ثابتة ، وكذلك يقال في الاتفاقي فهو معلول عرضي وليس يعنى العلم إلا بالضرورى ؛ أما الوجود من حيث هو حق فلا يتعلق بالأشياء بل بالعقل فهو يرجع المنطق ، و إذا قلنا « شيء صادق » وأردنا أنه موجود ، وقلنا « شيء كاذب ، وأردنا أنه غير موجود ، فهذا معنى آخر غير معنى الصدق والكذب بالذات ، وإذا قلنا « شي كاذب » وعنينا شيئاً له مظهر شيء آخر ( كقولنا ذهب كاذب ) ومثل الصورة أو الحلم فهذا يرجع لعلم النفس . فموضوع هذا العلم الجوهر . " (۱) م ٤ ف ه - وفى الأصل يورد أرسطو الحبة الأول ويرد عليها ، ثم الثانية - الثالثة فالرد على هذه الرد على تلك ، وقد آثرنا أن نتبع كل حجة بردها ، وبعد فراغه من هـذا البحث بعد فصلا للدفاع عن مبدا الثالث المرفوع ( « الوجود إما موجود وإما غير موجود » أو « لا وسط بين قيضين » ) ولا يخرج هذا الفصل عما مبدأ الثالث لأن . تقدم المرفوع ما هو الا مبدأ عدم التناقض في صيغة شرطية (۲) م ٦ ف ٢ - ٠٤ ( ۱۰ - ظفة )