صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/232

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ا - الجوهر أحق للقولات باسم الوجود ، أما التسع الباقية فلا تسمى وجودات إلا بالتبعية لأنها حالات الجوهر ، وهو سابق عليها فإنها تتقوم به وهو يتقوم بذاته . وليس يعنى أرسطو بقوله « تتقوم به ، أنها تنضاف إليـه إضافة خارجية : كلا بل إن الجوهر هو الشيء بقولاته ، ونحن إذا قلنا « سقراط أبيض ، إنما تعنى أن البياض هو لشخص حاصل عليه وعلى غيره من المجمولات مؤتلفة فيه ، فليس الجوهر « شيئاً بجهولاً » تحت المحمولات متايرا منها في الوجود كما يتخيل كثير من المحدثين ، ولكنه الموضوع الذي يتصف بها وقد يتصف بغيرها بعدها كما يدل عليه التغير ؛ فإن التغير لا يفهم من غير هذا التمييز الميتافيزيقي بين الجوهر والعرض . --- و يقال الجوهر على الهيولى موضوع الصورة ، وعلى الصورة موضوع الخصائص والموارض ، وعلى المركب من الصورة والهيولى . ومبدأ تشخص الجوهر المادي الهيولي لا الصورة ؛ فإن الهيولي هي التي تقبل الصورة وتقبضها في وجود جزئى وهى تختلف باختلاف الأفراد ، ولما كانت غير معلومة . بالذات فإن الأفراد لا يعلمون من حيث هم أفراد إلا بالحواس ، ولا يقع الحد إلا على الصورة النوعية أو الماهية بة(1) . ... و بناء على هذا القول ذهب الفلاسفة المسيحيون إلى أن تلك ( وهو روح مفارق ) نوع قائم برأسه أو صورة متشخصة بذاتها ، وأن الملائكة جنس له أنواع هي في ذات الوقت أشخاص . - أما الجواهر الثواني ( الأجناس والأنواع ) فهي معان كليـة وموجودات ذهنية لا أعيان قائمة بأنفسها كما ارتأى أفلاطون .. ولقد أفاض أرسطو في نقد نظرية المثل" ، واشتد في الحملة عليها إلى حد التحامل والتعسف وبجانبة D a (۱) م ف او ۰۴ (۲) م ۱ ف ۹ ، وفي هذا الوضع يقول غير مرة و نحن الأفلاطونين ، مما يدل على أنه كتب هذا النقد وهو ما يزال في الأكاديمية ، وأن ما قلناه ( في ٣٢ - ه ) عن محاورة د بارمنيدس : إنما يشير إليه . أنظر أيضا م ل و م ١٣ في مواضع متفرقة ،