صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/236

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الفلاسفة ينتهون إلى إبطال الحركة والتغير من حيث أرادوا رفع التمييز بين القوة والفعل والاقتصار على الفعل وحده (1) د ... وتمكن مقارنة القوة والفعل من حيث التقدم والتأخر ، ومن حيث الحسن والقبح . فمن الوجه الأول نجد من ناحية أن الفعل متقدم بالطبع على القوة لأنه يدخل في حدها إذ أن القوة الفعلية إنما هي قوة لأنها تستطيع أن تفعل . مثل قوة البناء هي في الذي يستطيع البناء وقوة الإبصار في الذي يستطيع الإبصار ، وهكذا الحال في القوة الانفعالية ، بحيث أن معرفة الفعل سابقة بالضرورة على معرفة القوة ؛ فالفعل معقول بذاته والقوة معقولة بالإضافة إليه . ونجد من ناحية أخرى أن الشيء الواحد الذي هو تارة بالقوة وتارة بالفعل القوة فيه متقدمة على الفعل تقدماً زمانيا ، ولكن الفعل متقدم على القوة بالإطلاق ؛ لأن الشيء كان بالقوة قبل أن يكون وخرج منها إلى الفعل بتأثير شيء بالفعل" . ومن الوجه الثاني الفعل الحسن أحسن من القوة عليـه ، لأن القوة ليست شيئا معيناً و إنما هي قوة الضدين ، فالفعل الحسن تعيين و إبطال للضد . والفعل القبيح أقبح من القوة عليه والسبب واضح مما تقدم . وتقدم الفعل على القوة يقضى بإنكار مبدا الشر في العالم قائم بذاته ؛ لأن الشر يلزم عن القوة على صدين أحدهما خير ، فهو متأخر بالطبع عن القوة ، وهو إذن في موجودات بالفعل تخالطها القوة وهى الموجودات الأرضية ؛ أما الموجودات الدائمة فلما كانت خلوا من القوة فهي خلو من الشر ، فليس يوجد الشر بذاته ") . وفى هـذا رد على ثنائية زرادشت وأنبادوقليس و إبطال للقول باله للشر أو مبدأ كله كراهية . ل (۱) م ۹ في ۳ (۳) م ۹ ۰۹۰ (۲) ۹۴ نه ۸.