صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/237

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٦٨ – الإلهيات : ما -- موضوع هذا العلم الجوهر فيتعين علينا و أن تبين أنه يوجد بالضرورة جوهر دائم غير متحرك ، فتقول : « الجواهر أوائل للوجودات ، فلو كانت كانها فاسدة لكانت الموجودات كلها فاسدة ، ولكن الحركة الدائرية والزمان أزليان أبديان ( 58 ) والحركة عرض الجوهر والزمان مقياس الحركة ، إذن توجد جواهر دائمة غير متحركة (1) . هكذا يفتتح أرسطو القول في إلهيات ا بعد الطبيعة ، وهكذا يتكام أيضاً في السماع الطبيعي") ولنا على هذا النص ملاحظتان : الأولى إنه يعلق دوام الجوهر الأول على دوام الحركة ، وهـذا دليل ساقط عندنا بعد ما أثبتناه من أن الأدلة على أزلية الحركة وأبديتها غير منتجة - ثم إنه مفتقر لدليل آخر على أن كل ما يتحرك فهو يتحرك بغيره ، وقد جاء أرسطو بهذا الدليل الآخر وبذل كل العناية في تأييده وهو الدليل المتين وسنذكره الآن . الملاحظة الثانية : إن أرسطو ينتقل من الجوهر بصيغة المفرد إلى الجواهر بصيغة الجمع ، وسيجيء الكلام على هذه النقطة . كل ما هو متحرك فهو متحرك بشيء آخر ، والأمر بين في الكلائن الحي الذي و إن قلنا إنه يتحرك بذاته إلا أن المحرك والمتحرك فيـه يختلفان من حيث أنه مؤلف من نفس محركة وجسم متحرك ، ولانفس قوى مختلفة محرك بعضها بعضاً ، وللجسم أعضاء تتأثر من الخارج فتسخن أو تبرد وترطب أو تيبس ويحدث فيه عن كل ذلك حركات ، والحى العارف يدرك الأشياء فيحدث فيه عن هذا الإدراك نزوع وعن النزوع حركة في المكان . والأمر بين كذلك 10


Y (۱) - ۱۲ بداية ف 6. (۲) م ۸ ف ٦ ص ۲۰۹ ۴ ۱ س ۱۳ - ۴۰ ، وفي مواضع أخرى . 4