صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/240

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ٢٣٤ المشتركة (1). ... ولكن ما الفرق بين هؤلاء المحركين والمحرك الأول ؟ يلوح من جهة أن المحرك الأول غير متحرك أصلا لا بالذات ولا بالعرض وأن المحركين الآخرين متحركون بالعرض مع أفلاكهم كالنفس تنتقل بانتقال جسمها الذي تحركه ، ويلوح من جهة أخرى أن المحرك الأول خارج العالم بينما الباقون في أفلاكهم دون أن يكون اتصالهم بها اتصال الصورة بالهيولى لأنهم عقول مفارقة ، ولكن هذين الفارقين عرضيان ، وفكر أرسطو في هذه النقطة غامض قلق ، ويزيدنا حيرة أنه بعد ما تقدم يقرر أن العالم وأحـد و يبرهن على هذه الوحدانية بما يلى : ا ا لو كان هناك عوالم عدة لكان هناك مبادى محركة عدة متفقة بالنوع بالعدد ، ولكن الموجود الأول برىء عن المادة فلا يمكن أن يتكثر من حيث أن المادة هي التي تكثر الصور ، فالمحرك الأول واحد و العالم واحد (3) . ولكنا نسأل : ما القول إذن في المحركين الخمسة والخمسين أو السبعة والأربعين ، وهم بريئون من للمادة كذلك ؟ كيف أمكن أن يتكثروا مع كونهم أفعالاً محضة ؟ لقد خالف أرسطو مبادئه في هذه المسألة الخطيرة وخرج على التوحيد اللازم من مذهبه ، لنفس السبب الذي جعله يتشبث بقدم العالم وهو أن الله يفعل ضرورة لا اختياراً وأن الفعل الضروري محدود إلى مفعول واحـد ، فكان مشركاً بأدق معنى لكلمة الشرك ، لا كافلاطون الذي يحمل آلهة الكواكب مصنوعين ولا كالمخيلة العامة التي تضع بين الآلهة واحدا أولاً وآخرين أدنين . $ . --- نعود إلى المحرك الأول نتعرف ماهيته فتجد عند أرسطو ثلاث قضايا هي : أن المحرك الأول ليس جسميا – وأنه يحرك كناية وأنه معقول (۱) ما بعد الطبيعة - ١٢ ف ۸ بأكمله . (۲) السماع الطبيعي م م ف ٦ ص ۲۰۹ ۴ ۱ س ۲۰ وما بعده ، (۳) ما بعد الطبيعة ع ٢٢ في ۸ ص ١٠٧٤ ع ۱ ص ۳۱ إلى نهاية الصفحة .