صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/242

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وقال في موضع آخر إن المحرك الأول ليس في مكان ، وهذا لازم من أنه غير جسمي فيبقى أن القول بأن الله علة غائية لحركة العالم وأنه لذلك في غير حاجة لمقر معين ولا لفعل خاص يبذله -- أقرب لمذهب أرسطو ، ولكن هذا الموقف يثير صعوبات من نوع آخر : ففيم كان الإسلام بأن المحرك فعال وفيم" كان التعريض بالمشـل الأفلاطونية وهى نماذج وغايات ؟ وكيف يدرك العالم الله وكيف يشتاق إليه وكيف يترجم هذا الشوق بالحركة المكانية ؟ يقول أرسطو : إن السيارات تشتهي أن تحيا حياة شبيهة بحياة المحرك ما أمكن ولكنها لا تستطيع لأنها مادية فتحا كبها بالتحرك حركة متصلة دائمة هي الحركة الدائرية(٢) , وهذا كلام أدخل في باب الخيال والشعر من المشاركة الأفلاطونية ، أضطر أرسطو إليه وإلى غيره مما مر بنا لأنه استبعد فكرة الخلق وقصر فعل الله بالإضافة إلى العالم على التحريك فقط وجعل هذا التحريك فعلا ضروريا لا حرا وفاته التمييز بين قبل الله أي إرادته القديمة وبين مفعوله في الخارج الذي يمكن أن يحدث وأن يتغير وأن يفسد بالإرادة القديمة دون أن يلحق الله من ذلك تغير ما . القضية الثالثة : إن الله يحرك كمعقول ومعشوق . هو معقول لأنه فعل محض وفعله التعقل فهو التعقل القائم بذاته . والتعقل بالذات تعقل الأحسن بالذات أي الخير الأعظم ، والتعقل فيه عين المعقول ، فحياته تحقق أعلى كمال ونحن لا نحياها إلا أوقاتاً قصاراً ، أما هو فيحياها دائما أبدا وعلى نحو أعظم بكثير مما يتفق لنا (٢) ة ومعقوله ذاته لا شيء آخر فإنه فعل محض لا يتأثر عن غيره ، فإذا عقل غيره فقـد عقل أقل من ذاته وأمحطت قيمة فعله ، فإن من الأشياء ما عدم رؤيتـه خير من رؤيته . . . . فالعاقل فيه ا (۱) کتاب السماء ص ۲۷۹ ع ا س ۱۸ - ۲۲ (۲) السماع الطبيعي ص ٢٦٥ ع ب م ۱ . (۳) مابعد الطبيعة م ۱۲ ف ۲ ص ۱۰۷۲ -