صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/243

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

والمعقول والعقل واحـد ، كلام طيب ولكنه يستتبع في مذهب أرسطو أن الله لا يعلم العالم ولا يعني به ، ومع ذلك ترى الفيلسوف يلوم أنبادوقليس مرتين لأنه أخرج من علم الله جزءاً من الوجود هو الكراهية ومفاعيلها فجعل الله أقل الموجودات حكمة(٢) ؛ غير أنها تعتبر هذا النقد من باب الجدل فقط ، ولم يكن أرسطو يتورع عن الجدل في مناقشة الفلاسفة ، فإنه يذكر حجة أنبادوقايس و إذا هي تشبه حجته تمام المشابهة : ينزه أنبادوقليس الله عن العلم بالكراهية لأنه محمية صرفة وسعيد غاية السعادة . و إذا جاز لنا أن نعتبر هذا النقد معبراً عن فكر أرسطو استطعنا أن نؤول كلامه هنا بأن الله لا يعلم الموجودات في أنفسها كموضوعات يتلقى عنها علمه ، ولكنه يعلمها في ماهيته نموذج الوجود - والله أعلم ! . . أما من جهة أن الله معشوق فهو لا علة الخير في العالم فإنا نرى كل شيء منظاً في ذاته ونرى الأشياء منظمة فيا بينها ، وكما أن خير الجيش نظامه وأن القائد خيره أيضاً وبدرجة أعظم لأنه علة النظام ، فكذلك العالم علاية ذاتية هي نظامه وغاية خارجية هي المحرك الأول علة النظام و") . . وهذا أيضاً كلام طيب كنا نود أن نختم به هذا الفعل من غير تعليق ، ولكن ما معناه في مذهب يقصر علية الله على الملية الغائية ، وإن هو أضاف إليه علية فاعلية قصرها على التحريك الدائري ليس غير ، وترك العالم يدور على نفسه ويدير الشمس معـه فتخرج الشمس الصور من « قوة المادة ، أو تميلها إليها بحسب موقعها على ذلك البروج ( 59 ج ) فتكون الأشياء وتفسد دون أن يريد الله لها ذلك أو يدري . . إن الله عند أرسطو يشبه قائداً وقف كالتمثال اعتزازاً بكرامته ، وكان ا 4 A ۲۳۷ ۰ (1) مابعد الطبيعة م ۱٢ ف ۹ ص ١٠٧٤ ع ب س ۲۰ وما له . م ٣ ف ٤ ص ١٠٠٠ ع ب س ) وكتاب النفس م ا ف ه س ٤١٠ ع ب س 4. > . (۳) ما بعد الطبيعة م ١٢ بداية في 10 .