صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/247

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

سب - أما منهج هذا العلم فيجب أن يناسب موضوعه . و إذا نحن صرفنا الأمس الطبيعية الأخلاق وجدنا الأخلاق مختلفة متغيرة جدا ، النظر عن بحيث قد تبدو صادرة عن العرف لا عن الطبيعة ، و يشاهد مثل هذا الاختلاف . أعقد أينا في الخيرات التي يسعى الناس وراءها ، فما أكثر ما يلحقهم منها الأذى : بعضهم تهلكه العروة ، والبعض تهلكه الشجاعة . لذلك كان هذا العلم من العلوم ، ومن أقلها احتمالا للضبط ، ومن أكثرها اقتضاء الخبرة والحنكة موضوعاته أمور هي كذا في الأكثر و يمكن أن تكون بخلاف ، لا كالرياضيات التي موضوعاتها كذا بالضرورة يتعلمها الحدث ولا يستطيع فهم الأخلاق . فيجب أن تقنع في هذه الدراسة ببيان الحقيقة بالإجمال لأننا إذ تتكلم عما يقع في الأكثر لا بد أن نتأدى إلى نتائج من نفس الجنس . وليس يصلح الحدث لدراسة الأخلاق لأن كلا إنما يحسن الحكم فيها يعلم ، والحدث يكاد يكون عديم الخيرة بأمور الحياة وهى مبادى هـذا العلم ومادته . ثم إنه ميال لاتباع الأحواء ، فإن استمع للدروس فلا يفيد منها ، والغاية هاهنا العمل لا العلم ، وسواء في ذلك حدث السن وحدث الخلق ، فإن النقص ليس آتياً من الزمن بل من الجرى وراء الأهواء والظواهر ، أما الذين يضبطون شهواتهم وأفعالهم فير بحون كثيراً من تحصيل هذا العلم . – يلزم مما تقدم أن المنهج المناسب هنا هو الذي يصعد إلى البادي ( أي الاستقرائي ) لا الذي يصدر عنها ( أي القياسي ) . ذلك لأن المانى الخلقية معقدة متغيرة كما قلنا وليس من اليسير كشف الملة فيها ، فيجب أن نبدأ بما هو أبين بالإضافة إلينا لا بما هو أبين بالذات وأغض بالإضافة إلينا ، فاستقرئ الآراء الشائعة ، ونستعين بحكمة الشيوخ ، وعلى الأخص بخبرة الفضلاء لأن الرجل الفاضل الذي يعرف الخير بالتجربة أقدر على اكتساب معرفة مريحة عن ی هذا (۱) ماف ۰۳ 6 ( 11 - فلسفة )