صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/248

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الخير واستخلاص المبادئ الحاصل عليها ضمناً (1) . ومثل هذا المنهج لا يعدو الاحتمال كما سبق ، فالأخلاق على جدلى - و يرى القاري أن أرسطو يقصـد بالأخلاق لا العلم النظري الذي يمكن أن يودع الكتب ويعلم دون أن يتحقق بالفعل ، بل العلم الحاصل في العقل مع حسن البصر بالظروف ، ومطاوعة الإرادة ، وخضوع الشهوة ، والاستعداد القريب العمل، فإن العلم الأول لا يفهم تمام الفهم إلا بهذه الشروط ، فإن انعدمت كان صاحبه أشبه بالبيضاء . لهذا نجده يقول إن الإنسان يجب أ ب أن يكون على شيء من الفضيلة ليصير فاضلاً ، ولهذا نجد في كتابه إلى جانب الاستدلالات الفلسفية كثيراً من الوصف والتصوير التشويق والحث على المحاكاة ؛ فإن الوصف وسيلة للتهذيب أنجع من المبادى" متى كانت هذه قلقة الأساس كما هي عند الكثيرين . ا (۲) ۷۰ – غاية الحياة : بحث أول 1 - - كل فن وكل فحص عقلى وكل فعل وكل اختيار مروى فهو يرى إلى خير ما ، لذلك رسم الخير بحق أنه ما إليه يقصد الكل » : بهذه السيارة يستهل أرسطو الكتاب ، ولا غرو فإن النائيـة إن كانت ظاهرة في الطبيعة فهي في الإنسان أظهر ، ولما كان هذا العلم علما عمليا وكان العمل متجها بالضرورة إلى تحقيق غاية لولاها لما فعل الفاعل ، فمن الطبيعي أن يبـدأ البحث بمحاولة تعيين غاية الحياة . نقول « غاية الحياة ، لأن الغايات و إن تعددت فهي مرتبـة في بينها ، يخضع بعضها لبعض ويؤدى إليه ، ولا بد من الوقوف عند حد في سلسلتها أى الانتهاء إلى غاية قصوى لهـا قيمتها بذاتها وتتوجه إليها الأفعال جميعا . هذه (1) مان {۲} أنظر أيضا م ا نهايه ف ۷ - و م 4 ف ۱۲ .