صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/249

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٢٤٣ الغاية هي من غير شك الخير الأعظم ، و إن معرفتها لتهمنا إلى أكبر حد لأن على معرفة الخير يتوقف توجيه الحياة(1) . ا --- و يذهب كافة الناس إلى أنها السعادة ، ولكنهم يختلفون في فهم السعادة ، وهم إنما يحكمون عليها عادة بحسب السير ، والسير ثلاث : سيرة اللذة وسيرة الكرامة السياسية وسيرة النظر أو الحكمة . أما اللذة فغاية العبيد والبهائم وهى حياة العوام الأجلاف ، إلا أنه يجب النظر فيهـا وعدها من الخيرات لأن كثيراً من أهل المناصب يطلبونها هم أيضاً . وأما الكرامة السياسية فيطابها الممتازون النشيطون ، ولكنها في الحقيقة متعلقة بالذي يوليها أكثر منها بالذي يتقبلها ، والخير يجب أن يكون ذاتيا لا يمنح ولا ينتزع . ثم إن طالبها يريدها ليقتنع بفضله ، فهو يطلب التكريم من العقلاء ومن أهل بيئته ، ويطلبه لفضل أي كمال في نفسه ، فالفضيلة خير من الكرامة وألصق بالنفس . ولكن الفضيلة هي أيضاً لا تكفي إذ قد تنزل يصاحبها المحن وتنتابه الآلام فتنغص عليه سعادته . تبقى الحكمة ، وأرسطو يرجى الكلام عليها ( لأن هذا البحث تمهيدي جدلي كما أسلفنا ) و يقول إنه لم يحص الفني بين السير والخيرات لأن الننى وسيلة وليس غاية (")، ثم يقول : « لندع هذا جانبا وقد يكون أولى بنا أن نفحص عن الخير الكلى ، ولو أن مثل هذا الفحص أمر دقيق لأن أصحاب للثل أصدقاؤنا ، غير أن كلاً يعترف بلا شك أن الأفضل بل الواجب التضحية بأعن الأشياء دون الحقيقة وأن هذا على الفيلسوف أوجب ، فمع أن الصداقة والحقيقة عزيزتان علينا فالواجب المحقق إيثار الحقيقة » . ويحشد أرسطو على نظرية الخير الكلى اعتراضات لا نرى إلا أنها جدل متعمل ، وأهمها اثنان : الواحد أن الخير كالوجود مقول على المقولات جميعاً ، فلا يمكن أن يكون شيئاً مكليا وواحداً ، و إلا وجب أن يقال على مقولة (۲) م ۱ فه . .