صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/251

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

Yto- و إذن غير الإنسان يقوم بمزاولة هذه الحياة على أكمل حال ، أي أن السعادة في عمل النفس الناطقة بحسب كمالها ؛ فإن كانت هناك كمالات عدة فبحسب أحسن كمال ، وذلك طول الحياة ، فإنه كما أن خطافاً واحداً لا يبشر بالر بيع ولا يوما واحدا ( معتدل الهواء ) فكذلك السعادة ليست قبل يوم واحـد ولا مدة قصيرة من الزمان) . - هـذه النتيجة التي وصلنا إليها بالاستدلال مطابقة الآراء الشائعة بين العامة والفلاسفة أيضاً ، ذلك بأن الخيرات تقسم عادة إلى خيرات خارجية وخيرات النفس وخيرات الجسم مع اعتبار خيرات النفس أكثر تحقيقاً لمعنى الخير ، ونحن قد وضعنا السعادة فعلا نفسيا ، و يعتقد الناس أن السعادة تقوم في الكمال بالإجمال أو في كمال جزئى مثل الحكمة أو في الكالات جميعاً مع اللذة و النجاح الخارجي ، وحدنا السعادة مطابق لهذه الاعتقادات فقد عرفناها العمل بحسب الكمال وهذا العمل مصدر لذة حقيقية ، ونحن نعترف بضرورة النجاح ی الخارجي المادة ، حيث أنه من الممتنع أو على الأقل من العسير أن الإنسان الخير إذا كان معدماً ، وأن الأصدقاء والمال والنفوذ السياسي وسائل أفعال كثيرة . ثم إن الحسب والقرية السمينة وجمال الخلقة عناصر السعادة إن عدمت أفسدتها ، إذ ليس يمكن أن يكون إنسان تام السعادة وهو كريه الصورة أو وضيع الأصل أو وحيد في الدنيا ليس له بنون ، وأشد وطأة على السعادة فجور الأبناء أو الأصدقاء أو موتهم إن كانوا صالحين" . ويعتقد الناس أن السعادة يجب أن تكون ثابتة ، فهل المقصود أن ننتظر موت الإنسان لنستطيع أن نسان أنه قد بلغ إلى السعادة حقا ؟ ولكنا قد عرفنا السعادة بأنها العمل الكامل ومثل هذا العمل ثابت كما سنبين ( في العدد الآتي ) ، و إذن فالسعادة ثابتة . وقد يسطع جمال الحياة الفاضلة في المصائب ، والرجل الفاضل أسعد من الشرير أية كانت (۱) م ا ف ۰۲ (۲) م ا ف ۸.