صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/252

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الظروف فإنه يأتي في كل حالة أجمل ما تسمح به ظروفه من أفعال ، وفضيلته هي السعادة الجوهرية وما عداها من خيرات فهو سعادة عرضية - إلى هـذا ينتهى أرسطو في فحصه الجدلي ، وقد كان اليونان يؤلفون السعادة من الخيرات جميعاً فيجعلونها نادرة بل مستحيلة ، فميزهو بين الجوهري والمرضى وقصر السعادة على خير النفس باعتباره خبر الإنسان بما هو إنسان ، مع تقديره للخيرات الجسمية والخارجية كسائر اليونان . ولم يخالفهم فيها عينوه السعادة . خصائص وشرائط ولكنه بين أنها تنطبق على حده هو ولا تنافيه فجاءت محاولته هذه مثالاً جدليا في تحويل الآراء العامة إلى الوجهة الصحيحة كما كان يفعل سقراط ، واستخلاص مبدا العلم من الأقوال المأثورة . ۷۱ - الفضيلة :

٢٤٦ - . ا -- ليست الفضيلة طبيعية وإنما الطبيعي فينا قوى واستعدادات وتكتسب الفضيلة بمعاونة الطبيعة أي بطبعها على حالات معينة . فالفضيلة تتعلم كما يتعلم أي فن بإتيان أفعال مطابقة لكمال ذلك الفن ، وتفقد الفضيلة بإتيان أفعال مضادة . والأفعال المطابقة تخلق ملكات أو قوى فعلية تجعلنا أقدر على إتيانها ، وبهذا يبدو ما للتربية من أهمية كبرى . كيف تنشأ هذه الملكات ؟ يجب أن يلاحظ أنه في كل فن عملى كالطب مثلاً النظر غير كافي بإزاء الحالات الجزئية ، ولا بد من ملاءمة يقوم بها صاحب الفن بين النظر والجزئيات بإشراف العقل ، ويجب أن يلاحظ أيضاً أن الأشياء التي نجني منها الخير قد تضرنا حين نستعملها بإفراط أو تفريط : فالغذاء المفرط والغذاء غير الكاف يمنعان الصحة على السواء ، بينا الغذاء المعتدل يحدثها وينميها ، وكذلك الحال فيما يختص بالنفس (۱) مال ۱۰ . 3