صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/255

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ما مجرد اسمه يدل على إثم وما هو مذموم بلا استثناء وأية كانت الظروف . لأنها رذائل بالذات لا بسبب الإفراط فيها أو التفريط ، هي شرور قد تتفاوت في الشر لكن لا في الإفراط والتفريط الواقعة بينهما الفصيلة ، فهي إذن غير قابلة للوسط الفاضل ، كما أن مثل هذا الوسط لا يوجد بين خبر بن الواحد أكبر والآخر أصغر من حيث أن الفضيلة قمة في الخير كما قلنا (١) . . وإذا تدبرنا هذه التحديدات اقتنعا أن الذين يتقدون نظرية الفضيلة عند أرسطو ما يزالون يتوهمونها وسطاً حـابيا أو شيئا بين بين وموقفا هينا لينا في حين أنها حد أقصى ليس بعده زيادة المستزيد . ومما يدل على أن الوسط الفاضل اعتباري لا رياضي حتى مع غض النظر عن الشخص وظروفه هو أنه أميل لأحد الطرفين منه للآخر ، مثل الشجاعة فهي أقرب للتهور منها للحين ، ومثل السخاء فهو أقرب للتبذير منه للبخل ، ومثل الفة فهي أقرب لجمود الشهوة منها الشره " . وكون الفضيلة مثل هذا الوسط يجعل ممارستها أمراً دقيقاً صعباً ، والسبيل إلى إصابة الوسط الذهاب إلى الطرف الأقرب إليه ثم معالجة النفس حتى تعود إلى الوسط (۳) . هو

(Y) ٧٢ .-- الإرادة : ا - عرفنا للآن أن الفضيلة ملكة تقوم في وسط ، ولكنها ملكة اختيار ؛ فيتعين علينا أن نفحص عن هذا الجزء من أجزاء التعريف . وهناك معنى أهم تقدمه عليه هو معنى الفعل الإرادي . فإن الاختيار صادر عن الإرادة ، ولكن ليس كل فعل إرادي اختياراً . الفعل الإرادي هو الصادر عن معرفة وتزرع فاللاإرادي هو الذي ينقصه أحد هذين الشرطين فيأتي إما معارضاً للنزوع وهو الفعل القسرى اللازم من إكراه خارجي ؛ وإما خلوا من المعرفة وهو الناشيء (۱) م ف ٦. (۲) م ۲ ف ۸ . ۰۹ ۲۰ (۲) 4