صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/262

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ا الأكثر ولا بدعى الإحاطة بجميع الحالات ، وقد تعرض حالات لو طبقنا عليها النص العام أبدأ حكمنا جائراً ، فالمنصف يقيم نفسه مقام الشارع ويستوحى روحه فيصحح نسه ويقضى كما كان الشارع يقضى لو كان حاضرا (۱). وموضوع المقالة السادسة الفضائل العقلية . ويتعين النظر في هـذه الفضائل لسبيين . الأول أنا عرفنا الفضيلة أنها العمل بمقتضى الحكمة وعرفنا الرجل الفاضل أنه الذي يعمل بموجب القاعدة القويمة ، وتقرير هذه القاعدة فعل عقلى والحكمة ملكة عقلية فيجب أن نفحص عنها ليتم لنا معرفة حد الفضيلة . السبب الثاني أنا عرفنا السعادة أنها فعل النفس طبقاً لأشرف فضيلة ، فإذا أردنا أن تعلم ما هي السعادة وجب علينا أن ننظر في الفضائل العقلية كما نظرنا في الفضائل الخلقية وأن تفحص عن أحسن فضيلة بين فضائل الطائفتين . - نقول إذن : الحقل على ما هو معلوم نظری موضوعه الكلى الضروري ، وعلى أو « حاسب » موضوعه الوسائل الجزئية لإرضاء الشهوة المستقيمة . ويشترك السقلان في أنهما يطلبان الحقيقة لكن النظرى يطلب الحقيقة الدائمة والعملي يطلب الحقيقة في موقف ما لذلك كان هو الذي يحرك ويدفع إلى العمل . ويختلف المقلان في منهج البحث ، فإن النظري ينزل من اللبادي إلى النتائج ، ويترقى العملي من آخر نتيجة إلى أعلى مبدأ ، أي أن آخر طرف يصل إليه النظرى هو أول وسيلة يفركها العملى : فمثلاً العقل النظرى يعلم أن الصحة تقوم في نسبة ما بين أخلاط الجسر وأن هذه النسبة متوقفة على وجود مقدار ما من الحرارة أو البرودة في الجسم وأن هـذا المقدار متعلق بحالة هذا العضو أو ذاك وأن هذه الحالة يحدثها دواء معين . فلأجل تحقيق الصحة ما علينا إلا أن نمود القهقرى فترى الدواء وسيلة لإحداث حالة ما ما ، وهذه الحالة سبباً في زيادة حرارة الجسم أو برودته ، وهذه الزيادة (۱) م د ف ۱۱ .