صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/264

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-- ۲۵۸ -- تدبير القوى والانفعالات بما يحقق هذه الغاية ، فمتى وجدت قضت في كل الأمور على نحر واحد بحيث لا يكون إنسان فاضلا في ناحية رذيلا في ناحية أخرى إلا في الظلامي فقط وتكون فضيلته المزعومة صادرة عن غير الحكمة العملية . و ... هذا التمييز بين السقلين والحكمتين يسمح بحل الإشكال الذي أثاره سقراط حين قال : « الفضيلة علم والرذيلة جهل » . وكان سقراط قد اصطدم بحقيقة واقعة هي أن كثيرين يأتون الشر مع علمهم بالخير ، فارتأى أن علمهم ظن وأنهم إنما يخالفون الظن . ولكن ميزة العلم عنده وعند أفلاطون أنه مصحوب باعتقاد قوى ، ومثل هذا الاعتقاد قد يصاحب الظن ؛ فإذا كان أهل الظن يخطئون مع الاعتقاد القوى فما الذي يعصم أهل العلم ؟ إذن فليس يكفي هذا القول في تفسير الحقيقة الواقعة ، وإنما هي تفسر على النحو الآتى : 1) من السكن فعل الشرحين يكون العلم بالخير كامنا بالقوة ، ولكن ذلك ممتنع حين يكون العلم بالخير ماثلاً بالفعل في العقل وقت العمل ؛ فإنا إذا سلمنا بالمقدمة الكبرى ثم بالصغرى سلمنا بالنتيجة وعملناها . ٢) يمكن الحصول بالفعل على القلعة الكبرى مثل « الأطعمة اليابسة نافية للإنسان ، ، أيضاً على إحدى المقدمات الصغرى (وهى تطبيقات شخصية ) مثل « الطعام الذي من النوع الفلاني يابس » و « أنا إنسان » ، ولكن إذا لم تكن الصغرى الأخيرة « هذا الطعام هو من النوع المذكور » حاصلة بالفعل فيمكن أن مجاري الشهرة . 3) يمكن الحصول على الصغرى الأخيرة بالفعل مع عدم فهموا وحينئذ لا نتقيد بها ؛ فإن من شأن الشهوة أن تجعل صاحبها كالحالم أو السكران أو المجنون بما تدخله من اضطراب على النفس ومن تغير على الجسم فيفعل الشر و يقول الخير دون علم به ؛ مثله مثل المجنون أو السكران ينشد أشعاراً لأنبادوقليس ولا يفقه لها معنى . 4) يجب أن تذكر أن الشهوة منطقها وقياسها العملي والحصول بالفعل h