صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/265

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۰۹ يعارض قياس الحكمة ؛ فإذا حضرت الكبرى والصغرى في ذهن صاحبها خرج منهما إلى النتيجة وقعاها مع علمه بالقضية الكلية المضادة لكلية قياس الشهوة . . وعلى ذلك نصحح رأى سقراط بأن نقول إن الفضيلة علم بالصغرى الجزئية الأخيرة المدرجة تحت القاعدة الكلية ؛ وأن الرذيلة جهل بهذه المغري مع العلم بالقاعدة الكلية ؛ فإن الصغرى الجزئية هي العلم المحرك إلى العمل ، ووضع هذه الصفري تابع للمحكمة العملية التي هي فضيلة تكتسب بالمران ، لا المحكمة النظرية كما ظن سقراط) . ۰۲۷۰ (۱) ه - ويخصص أرسطو مقالتين للصداقة ( الثامنة والتاسعة ) والسبب في ذلك أن للفظ اليوناني معنى أوسع من اللفظ الذي نترجمه به فهو يدل على كل تعاطف أو تضامن بين شخصين فيشمل جميع الروابط الاجتماعية ، من روابط الأسرة إلى رابطة المدينة إلى رابطة الإنسانية . والصداقة ضرورية للحياة فليس أحد يرضى أو يستطيع أن يعيش بلا أصدقاء ولو توفرت له جميع الخيرات ؛ بل إن صاحب الخيرات لا يحصلها ولا يحفظها إلا بمعونة الأصدقاء ، ولا يتم استمتاعه بها بدون أصدقاء يشركهم فيها . الأصدقاء ملاذنا في الشدة يبذلون لنا النصح في شبابنا و يعنون بنا في شيخوختنا (٢) . والصـداقة على أنواع ثلاثة : صداقة د الفضيلة ، وصداقة المنفعة ، وصداقة اللذة ، في التوعين الثاني والثالث يحب الإنسان لاشخص الصديق بل ما يعود عليه هو من منفعة أو للة ؛ فالصداقات التي هذا القبيل دنيئة واهية تنقضى بانقضاء الحاجة ، وهذه الحاجة دائمة التقلب . وصداقة الفضيلة في الصداقة الكاملة الباقية وهي نادرة لندرة الفضيلة . ليس فيها رجوع على الذات ولو أنها مصـدر لذة قوية رفيعة ، تريد الخير للصديق وتعينه على أن يحيا أحسن حياة عقليا وخلقيا ، فتلتق عندها الأنانية والغيرية ، ' .۱ ۸ ۰ (۲)