صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/266

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۹۰ كما تلتقيان عند الأم تألم لوجع ابنها مثل ما تألم لوجسها . وليست كل أنانية ممقوتة بل فقط. تلك التي تطلب اللذات والمنافع ، فإن هذه المطالب كلما ازداد حظ الفرد فيها نفس حظ الآخرين . أما صداقة الفضيلة فإنها قائمة على بذل المحبة والجهد والمال ، والباذل فرح بحظه الأوفى ، مفتبط بالفعل الخير الجميل ، وحتى الذي يموت دون صديقه فإنه يربح أكثر مما يخسر ا ٧٤٠ – غاية الحياة : بحث ثان ! - ويعود أرسطو إلى غاية الحياة فإنه لما استعرض الغايات في المقالة الأولى استبعد اللذة بعبارة واحدة وأرجأ الكلام على حياة النظر أو الحكمة . وهو يدرس اللذة في موضعين" وهاك ملخص أقواله : اللذة ظاهرة نفسية أصلها أن للإنسان قوى تتطلب العمل ولكل منها موضوع تتجه إليـه طبعاً ، فإذا ما عملت نتجت لذة ، فليست اللذة غاية في الأصل وإنما الغاية الموضوع لأنه هو الذي يكمل القوة ، وما اللذة إلا ظاهرة مصاحبة لفعل القوة . ولا يكون الفعل لذيذا إلا بشرط أن تفعل القوة حرة لا يعوقها عائق ، ومعتدلة بين إفراط وتفريط ، فإن العائق يستثير المقاومة أو يبطل العمل وفي كلا الحالين يسبب ألماً ، وكذلك الإفراط يعقبه ألم لأنه يجهد القوة وقد يفسدها ، والتفريط قد يعدل عدم الفعل أو فعلاً ضعيفاً جـدا وفي كلا الحالين لا يحدث لذة . إذن ليست اللذة شيئاً متمايزاً من الفعل ، ولكنها عبارة عن كمال الفعل تنضاف إليه كالنضارة إلى الشباب ، فقيمتها تابعة لقيمة القوة والفعل والموضوع ، فلا يجوز القول بالإطلاق إنها حسنة أو إنها رديئة . غير أنها بعد حصولها أول مرة تدير (۱) م ۸ ۲ – ه . ولى ذلك تعليلات كثيرة لا يتسع لها هذا المقام . (۲) م ۷ ف ١٢ إلى نهاية المقالة رم