صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/268

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ٢٦٢ - ا النظرية يقهرها الشهرة وإطلاقها الحرية العقل . ويقول أرسطو : إن النظر حياة الآلهة وفضيلتهم الوحيدة ، فإنهم لما كانوا عقولاً مفارقة فليس يضاف إليهم فضائل خلقية أوقنية . وإن الإنسان إنما يزاول النظر بما فيه من جزء إلهى هو العقل ، ولكنه لا يزاوله إلا أوقاتاً قصاراً ، فسعادته به ناقصة ، وكان يكون النظر السعادة الكاملة للإنسان لو أمكن أن يملأ حياته بأكملها (١) ، ولا يذكر أرسطو أن النظر سيكون بالفعل حياة النفس الناطقة بعد مفارقتها البدن . و إذن فالإنسان قد فاتته غابته بينما سائر الموجودات تحقق غايتها وذلك في مذهب النائية ! هنا نفس النقص في أساس الأخلاق : إذا كانت القوة مرتبة للفعل وكان الفعل مرتباً للموضوع فلم أنكر أرسطو على أفلاطون إقامته مثال الخير غاية للحياة وموضوعاً التأمل السعيد ؟ و إذا كان هذا التأمل هو سعادة الإنسان وكان لا يتحقق تماماً وباستمرار إلا للعقـل المفارق ، أفليست تقتضى الغائية أن تتحقق سعادة الإنسان في حياة أخرى ؟ بلى ، و إن هذا لبرهان قوى على الخلود كان أرسطو اصطنعه من غير شك لولا ما قام . عنده من صعوبات بصدد العقل الإنساني والله قعدت به عن مجاراة أفلاطون في صعوده ، وجنحت به إلى القناعة بسعادة ناقصة أما نقصان . ۸٦ ۱۰۰ (1)