صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/273

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۶۷ - والقرض والقنص والزراعة - والقنص مأخوذ هنا بأوسع معانيه بحيث يشمل القرصنة ( أي صيد الرقيق ) وقطع الطريق وصيد السمك والطير وسائر الحيوان ، والنحو الآخر صناعي هو المبادلة و ينقسم كذلك إلى ثلاثة أنواع : التجارة برية وبحرية والأجر . وتنشأ المبادلة من قلة الإنتاج في أشياء وزيادته في أشياء فتضطر الحال إلى الاستيراد والإصدار ومن هنا تمس الحاجة للنقد وسيلة ورمزاً لمبادلة . ولكن الناس لا يلبثون أن يتخذوا النقد غاية فيصير الإنتاج غاية كذلك لاوسيلة لإرضاء الحاجات الطبيعية ، فتضطرب الحياة الاجتماعية إذ تبطل غايتها أن تكون السعادة بالفضيلة وتنقلب الغاية اللذة و يصبح من المستحيل ، وقد تحولت الوسائل غايات ، تعيين غاية قصوى للوسائل وتعيين حد التحصيل الثروة . تبعاً لهذا النظر يقول أرسطو إن مبادلة أشياء بأشياء طبيعية ما دامت الغابة إرضاء حاجات الحياة . أما مبادلة الأشياء بالمال أي التجارة فهي غير طبيعية لأنها تجاوز الحد الضروري الحياة وطلب الثروة إلى غير حد . وأما الربا فهو أبشع الوسائل غير الطبيعية لتحصيل الثروة لأنه ميادلة الملل -- وهو اختراع غير طبيعي سد لا بالأشياء – وهي طبيعية – بل بالمال نفسه . إن « الفائدة » تنتج من حقل أو من ماشية ، أما المدن فلا يمكن أن ينتج أو أن يلد ، والربا نقد نامج أو مولود من في الحقيقة عقيم وهذا مخالف للطبيعة ) . --- ولكن أرسطو لم يكن يقصد من غير شك القرض للصناعة بل القرض المنفق في غير سبيل الإنتاج ، وهو على كل حال يبين في ما تقدم عن نفوره من الطمع في أكتساب الثروة وعن إيثاره معيشة قدماء اليونان القائمة على الملكية العقارية لأنها أقرب إلى الطبيعة وأدعى لاحتفاظ المدينة بالأخلاق الفاضلة وأنقى لأسباب النزاع في الداخل والحرب في الخارج . قد هو (۱) ماف ۸ - ۱۱ ۰