صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/278

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الحدود مع أن تقسم بين المواطنين بحيث يكون اكل منهم حصتان واحدة قريبة من المدينة . وأخرى قريبة من مراعاة العدالة في القسمة فتكون لجميع المواطنين مصلحة في الدفاع عن المدينة كلها . ومع أن أرسطو يعارض الإشتراكية فإنه ينصح بجعل جزء من الأرض ملكا للدولة تنفق منه على الهياكل والمآدب المشتركة فتقرب بهما بين المواطنين وتستبقى وحدة الدولة الشرط الثالث خاص بوظائف الدولة أو طوائف المدينة وهي ثـان : الزراع والصناع والتجار والمجند ( للحرب الدفاعية ) والطبقة الغنية والكهنة والحكام والموظفون . لكل منهم استعداد خاص لعمله وكفاية خاصة بحيث لا يقوم بعضهم مقام بعض . وليسوا جميعاً « مواطنين ، فإن المواطن هو الرجل الممتاز من بين الرجال الأحرار المشارك في سياسة الدولة مشاركة فعلية ، هو جندي في شبابه حاكم في كهولته كاهن في شيخوخته ، فهو متفرغ طول حياته لخدمة الدولة ، لا يزاول علا يدويا أصلا ، فإن العمل اليدوى فضلاً عن أنه يعرفه عن سياسة الدولة لا يليق بالرجل الحر إذ أنه يشوه هيئة الجسم و يجعل صاحبه خاضعاً له ولما يعود عليه من أجر أو منفعة فيحط من قدر النفس ويسلبها الكفاية لإتيان أفعال فاضلة جميلة مستنيرة ؛ حتى الفنون الجميلة من حيث اقتضائها أفعالاً جسمية : أليس العزف بالناي يفسد تناسب الوجه ؟ وحتى العمل العقلى إذا كان صادراً عن طلب المال ( كما هو حال السوفسطائيين ) فإنه يحرم صاحبه الفراغ وحرية التفكير ، وجملة القول المواطنون طبقة مختارة تحاول أن تحقق المثل الأعلى للإنسان كما رسمته « الأخلاق ، ، وهم عماد الدولة ، وعلى الدولة أن تعنى بهم . خاصة فلا تترك أمرهم للوالدين بل تتعهدهم بتربية واحدة تعدهم لوظائفهم المستقبلة . فكان أرسطو يعود إلى فكرة ل الحراس ، عند أفلاطون بعد تنقيحها وجعلها أقرب إلى التنفيذ . والفيلسوفان ۱۲ - ۱۷۴ (۱) (۱)..