صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/285

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۷۹ -

من محالات دون التعرض المقدمات ، والجدل السقراطي قائم على الاستقراء بالأمثلة ومهاجمة مقدمات الخصم . . وخلفه أو بوليدس الملطى ، وكان خصاً عنيـدا لأرسطو استخدم برهان الخلف ووضع حججاً من طراز حجج زينون يلوح أنه قصد بها إلى معارضة المنطق الأرسطوطالي وعلى الخصوص مبدا عدم التناقض الذي يقضي بأن المسألة الواحدة لا تحتمل الإيجاب والسلب في آن واحد ، ولكنه تناسى الشرط الذي أضافه أرسطو بقوله « ومن جهة واحدة ، فجاءت حججه أغاليط مكشوفة : منها قوله : إذا قلت إنك تكذب وكنت صادقاً في قولك فأنت كاذب وصادق في آن واحد . ومنها : من لم يفقد شيئاً فهو حاصل عليه ، وأنت لم تفقد قرنين ، إذن فلك قرنان . ومنها : إذا تقدم أبوك إليك وكان مقنعاً فإنك لا تعرفه ، إذن فأنت تعرف أباك ولا تعرفه في آن واحد ، ومنها سؤاله : كم يلزم من الحبوب لتكوين كومة قمح ؟ فإن الحبة الواحدة ليست كومة ولا الحيتان ولا الثلاث ، فتى يصح أن يقال كومة مع العلم بأنه مهما يكن العدد المختار فإن الحكومة تبدأ بزيادة حبة واحدة ؛ -- أو كم شمرة يلزم أن تسقط من رأس الرجل ليقال إنه أصلح ؟ - وهو نفس القول السابق ولكن من جهة الطرح لا من جهة الجمع . ويذكر له غير ذلك من « الفكاهات المنطقية » . ( ( ح - وجاء بعده أستليون اليغاري ، نحا نحوه فأصاب إقبالا كبيرا إذ يقال إن تلاميذ ثاوفرسطس وتلاميذ المدرسة القورينائية كانوا يختلفون إليه ويستمعون . لدروسه ، وقد وجه نقده لنظرية المثل الأفلاطونية مصدأ على برهان الخلف . أيضاً ، وذكرت له حجج منها : ليس مثال الإنسان فلاناً أو فلانا ، . ، ولا متكلماً مثلاً أو غير متكلم ، وإذن فليس يسوغ القول إن الرجل الذي يتكلم إنسان ، إذ أنه لا يطابق المثال . حجة أخرى : مثال البقل قديم فليس هذا الذي تعرضه