صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/287

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۸۱ والأمكنة العامة الأخرى . وكان فيهم كثير من الشذوذ ، مثل أن يقف الواحد منهم عارياً تحت المطر في برد الشتاء أو يمكث في شمس الصيف المحرقة أيظهر قوة احتياله ... وما إلى ذلك ، كانوا يفشون المجالس ، ويتطفلون على الرائد ، فيجابهون الحضور بنقائصهم في قول جرى، إلى حد البذاءة ، لا يستحيون ولا يفرقون بين المقامات بل يدعون أنهم في كل ذلك يؤدون مهمة كانهم بها الإله تزوس هي ملاحظة العيوب والتشهير بها ، ويتخذون من اسمهم تشبيهاً فيقولون إنهم حراس الفضيلة ينبحون على الرذيلة كما ينبح الكتاب الحارس عند الخطر . ب -- وأنتستانس إماميم في آرائهم وسيرتهم . وإذا أخذنا بشهادة أفلاطون وأرسطو لم نضف إليه مقدرة فلسفية خاصة ، فقد وصفه الأول « بالشيخ البليد العقل ، ووصمه الثاني بأنه « رجلى فظ أحمق » . تكلم في الساهية فأنكر أن تكون كلية وقال « إنى أرى فرساً ولا أرى الفرسية » ، فالماهية عنده فردية غير متجزئة ، يعبر عنها بلفظ مفرد لا بجد مركب من لفظين أو أكثر . وعلى ذلك يستحيل الحكم والجدل والخطأ : أما الحكم فلأنه يستحيل تصور شيء إلا يتصور هذا الشيء نفسه ، ويستحيل التكلم عنه إلا بذكر اسمه ، فإن الماهية إما أن تكون بسيطة فلا تحد بل تشبه بشيء آخر ، و إما أن تكون. مركية فتذكر عناصرها ، والعناصر لا تحد بل تشبه بغيرها ، وفي كلا الحالين تعرف الامية باسمها أو باسم ماهية تشبهها .. وكان يقول بهذا المعنى : 8 بداية « كل تعليم دراسة الأسماء » – فليست تضاف الماهيات بعضها إلى بعض ولكنها تبقى منفصلة لتبايتها مثل مباينة « الإنسان » و « الطيب » ، فكل ما يصح أن يقال هو : الإنسان إنسان والطيب طيب . ... وأما الجدل فمستحيل ، لأن المتناظرين إما أن يتعقلا شيئاً واحداً فهما متفقان ، وإما أن يتعقلا أشياء مختلفة .