صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/288

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۴۲ - فلا معنى المناظرة . وأما استحالة الخطأ فلأن المفهوم من الخطأ أنه تصور ما ليس موجوداً ، ويستحيل أن نتصور غير الموجود . . هذا الرأي في التصور والحكم يستتبع ازدراء العلم من حيث أن العلم مجموعة معان وأحكام ، وكان أنتستانس يزدري العلوم بالفعل و يستبرها غير مفيدة للسيرة ، فقدر كلامه على الفضيلة وهى عنده الشيء الوحيد الضروري للحياة . وكان يحمل على اللذة وأتباعهـا ويقول ة إلى أرثر أن أبتلى بالجنون على أن أشعر باللذة » . وبالطبع لم يستخدم في تعليم الفضيلة الأسلوب الاستدلال الذي تقده بل كان يورد الأمثال ويذكر الأبطال ويصوغ الحكم ، فيبرز الفضيلة في صورة حية وبحث عليها بإثارة المحاكاة لا بالبرهان ، ويستدل مما وصل إلينا من عناوين كتبه أنها كانت كلها عبارة عن سرد الأمثال وتفصيل أفعال الأبطال وشرح هوميروس شرحاً رمزيا يستخرج منه المواعظ والعبر . فإنه كان يقول إن الفضيلة في الأفعال والأفعال لا تعلم ولكنها تكتسب بالمران . فليست الكلبية إذن مذهباً فلسفيا وإنما هي سيرة وحياة وقام بعده دیوجانس ( ٤١٣ ... ٣٢٧) ، وهو يعد أحسن مثال للمدرسة بما أضافت إليه الأساطير من حكايات بعضها مشهور .وهذه الأساطير مؤلفة في الحقيقة من قطع غير متجانسة نتبين فيها شخصين متايزين : الواحد ملحد مستهتر والآخر فاضل جليل . والأرجح أن ديوجانس كان هذا الشخص الثاني استناداً إلى أن أوائل الكابيين كانوا ولا ريب حريضين على زهد شيخهم أنتستانس ، والأرجح كذلك أن الحكايات التي تمثله متهتكاً إنما وضعت بعده بزمن طويل لما مال الكلابيون أو البعض منهم إلى مذهب اللغة وأخذوا به جهارا في غير كلفـة ولا استحياء كان ديوجانس يحتقر العلوم کے كأستاذه ، ويشبه فلسفته بالفنون الآلية ، ويريد الناس على أن يروضوا