صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/290

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

TAE و يستدل مما عرف مدرسته أنه كان حسيا تصور يا مثل بر وتاغوراس يقول : إنا لا ندرك سوى تصوراتنا ولا نبلغ إلى الأشياء التي تسبب. الإحساسات ، بل لا ندري إن كانت إحساساتنا تشـــه إحساسات غيرنا من الناس ، لأن الإحساس شخصى ونحن منعزلون عن الخارج كأننا في مدينة محصورة ولا يشترك الناس في غير الألفاظ التي يسمون بها إحساساتهم ، وألافظ الواحد يدل على شعور مختلف عنـد كل منهم . وإذن فلا حكم ولا علم ، وكان أرستبوس هو أيضاً يزدرى العلم النظري كالكلبيين . أما الأخلاق فقائمة على هذا الأساس التصوري أي على الشعور باللذة والألم . وهذا الشعور حركة فإن كانت الحركة خفيفة كان الشعور لذيذاً ، و إن كانت عنيفة كان مؤلماً . فاللذة هي الخير الأعظم وهي مقياس القيم جميعا : هذا هو صوت الطبيعة فلا خجل ولا حياء ، وما القيود والحدود إلا من وضع العرف . إذن فالسعادة في اللذة وفي اللذة الحاضرة لكن من غير تعلق بها لأن التعلق مصدر قاق وألم ، ومن غير تفكير في المستقبل لأن المستقبل غيب والتفكير فيه مصدر قلق وألم كذلك . فالحرية الحقة والسعادة الصحيحة في التخلص من الشهرة باللذة التي ترضيها ، أو بالتخلص من الحياة متى لم يعد منها نفع . . . - وخلفته ابنته وخلفها ابنها أرستبوس الصغير ، ويقال إنه هو الذي علم مذهب اللذة فأضيف المذهب إلى جده . وقد يكون هذا القول صحيحاً بدليل أن أرسطو لا يذكر أرستبوس في كلامه عن اللذة . ومهما يكن من هذه النقطة فقد غلا رجال المدرسة في الحسية وعلموا الإلحاد ، فقال واحد منهم : إن الآلهة في الأصل رجال ممتازون كرمهم الناس بعد مماتهم ، وآخر ممثلى المدرسة و هجسياس » ذهب إلى أن اللذة التي هي الخير الأوحد لا تتحقق قوية خالصة إلا في النادر وأن مجموع آلام الحياة يربى على لذاتها ، فالسعادة أمنية مستحيلة ، وطلب اللذة