صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/292

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ٢٨٧ –

الفصل الثاني

ابيقوروس

٧٣ – حياته ومصنفاته :

ا — ولد أبيقوروس في ساموس سنة ٣٤١ من أسرة أثينية ، وكان أبوه معلماً ، وكانت أمه ساحرة تعزم في المنازل للتطبيب والتطهير. ولما بلغ عشرة قصد إلى أثينا ولم تطل إقامته بها فرحل إلى آسيا الصغرى وعلم في بعض مدنها. ثم عاد إلى أثينا وافتتح مدرسـة سنة ٣٠٦ فأقبل عليه التلاميذ رجالاً ونساء يتعلمون منه « حياة اللذة السهلة ». وكان أكثر اجتماعهم في الحديقة لا في حجرات البناء ، يتجاذبون أطراف الحديث في الأخلاق ، فقيل لذلك ل حديقة أبيقوروس ،. كان ضعيف البنية ولكنه كان قوى النفس شديد التجلد للمرض. وكان كثير الاعتداد بنفسه ، يدعى أن مذهبه وليد فكره ، ويأبى أن يعترف بفضل عليه لأحد ممن تقدمه وعاصره من الفلاسفة ، فهجاهم جميعاً ، يخص بالذكر ديموقريطس وأرسطو ، ثم رجلين كان قد استمع إلى دروسها ، الواحد أفلاطونى والآخر ديموقريطى ، ولكنه كان طيب القلب مع أصدقائه وتلاميذه. بارا بهم ، أوقف عليهم البناء والحديقة وأوصاهم أن يعيشوا جماعة مؤتلفة متحابة ، وكانوا هم يحبونه ويجلونه أكبر إجلال. وانتشرت تعاليمه فتأسست مراکز أبيقورية في بعض مدن إيونية وفى مصر ( ثم في إيطاليا الرومانية بعد وفاته). ومرض بالحصوة ومات بها سنة ٢٧٠ بعد أن احتمل آلامها بشجاعة نادرة كانت مثلاً عالياً لمريديه. والفرط إعجابهم به في حياته ومماته اعتبروه إلها جاء