صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/294

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۳۸۸ والمعني الكلى والحدس الفكري , فالانفعال هو الشعور باللذة والألم ، والإحساس الإدراك الظاهري . وكلاها يظهرنا على علته الفاعلية أي التي تحدثه فينا ؛ فإن الإحساسات صادقة على السواء أي أنها صور مطابقة للأشياء بخلاف ما ذهب إليه ديموقريطس من أن الكيفيات المحسوسة « 1 و اصطلاح » . أما خطأ الحواس فليس في الإدراك بل في الحكم الذي يضيفه العقل للإدراك : فنحن لا نخطئ إن قلنا عن بريج بعيد إنا نراه مستديرا ، ولكنا مخطى إن اعتقدنا أنه مستدير بالفعل وأنا سنراه كذلك إن اقتربنا منه . وأما تناقض الحواس فليس يقع بين الإحساسات ، لأن لكل إحساس مجاله الخاص ، وإنما هو يقع بين الأحكام . التي تضاف إليها . . - فأبيقوروس يثق بالإحساس و يتهم إضافات العقل . د - ومتى تكرر الإحـاص أحدث في الذهن معنى كليا ثبتناه في لفظ ولما كان هذا المعنى الكلى صادراً من الإحساس فهو صورة حقيقية مثله ، وبعد أن يتكون يبقى في الذهن « فكرة سابقة » نطبقها على الجزئيات كلا عرضت لنا في التجربة . فهو الذي يسمح لنا أن نسأل مثلا : « هذا الحيوان المائي أهو فرس أم ثور ؟ » يسمح لنا أن نصدر الذي ؛ أحكاماً تجاوز التجربة الراهنة . رهر . . مثل قولنا : « هذا الشبح الذي أبصره هناك هو شجرة » ، فإن الأسئلة والأحكام التي من هـذا القبيل تعنى أننا حاصلون على المعاني المذكورة فيها حمولاً سابقاً على الاحساس الذي حملنا على السؤال والحكم . على أن مثل هذه الأحكام لا تصير تصديقات إلا إذا أيدها الاحساس . والحدس الفكري استدلال ، وله منهجان : فهو من ناحية يؤدي بنا إلى التصديق بأشياء ليست واقعة في التجربة ولكن التجربة تقتضيها كملة أو شرط ، أو لا تبطلها : مثل الجوهر الفرد فإن التجربة تقتضيه كما يتبين من العلم الطبيعي ، ومثل الخلاء فإنه شرط الحركة من حيث أن الملاء لا يدع لاجسم