صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/295

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

--YAR - المتحرك مكانا يتحرك فيه : والحركة ظاهرة محسوسة حلية فشرطها موجود ، ومثل لا نهاية المادة فإن التجربة إن لم تؤيدها فهي لا تبطلها . هذه الأشياء بسميها أبيقوروس باللامحسوسات ولكنه لا يعني أنها لا ماديات كما هو واضح من الأمثلة المذكورة ومن أن مذهبه حسی - -- - ومن ناحية أخرى الحدس الفكرى استدلال يؤدي بنا إلى استخراج تفاصيل العالم من « نظرة إجمالية » مثل استخراج الظواهر الجوية من معرفة مفاعيل العناصر ، وهذا منهج يسمح بإدراك اللامحسوسات في أنفسها لا في علاقاتها بالمحسوسات . وسترى أمثلة على ذلك فيما يلى . ALLAR ٨٥ ---- الطبيعة : | --- اصطنع أبيقوروس مذهب ديموقريطس ؛ ولكنه نظر إليه نظرة خاصة وأدخل عليه بعض التعديل . هذه النظرة وهذا التعديل هما عذره في أدعائه الابتكار وإنكاره فضل سلفه الكبير . أما التعديل فسوف تشير إليه في سياق الكلام ؛ وأما النظرة الخاصة فهي أن ليس للعلم الطبيعي قيمة ذانية ولا يعتبر مطابقاً لحقيقة الوجود ، و إنما هو ، مع استقلاله بقضاياه و براهينه ، مرتب اعلم الأخلاق . ذلك لأن الظاهرة الطبيعية قد تحدث عن أكثر من علة ؛ فهي لذلك تحتمل أكثر من تفسير . فالعلم الطبيعي مجموعة تفسيرات ممكنة قد يستطاع وضع تفسيرات غيرها ممكنة ؛ والغرض منه على كل حال « تخليص البشر من خوف الظواهر الجوية والموت » . فالتفسيرات سواء ما دامت تفي بهذا الغرض . مثال ذلك : قد تكون علة الكسوف توسط القمر ، وقد تكون توسط جسم غير منظور ، وقد تكون انطفاء الشمس وقتيا ( ! ) ولا حاجة لإيثار تفسير على آخر فإن أي واحد منها يكفى لتبديد الخوف من الكسوف ، وهذا هو ا المقصود . ولا حاجة كذلك لاستقصاء تفاصيل العالم فإن « نظرة إجمالية » تكفى ، إذ ليس العلم الطبيعي مطلوباً ( ۱۹ - قلفة )