صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/298

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ا تجرى على نسق الحس تماماً ، والخيالات إحساسات لا صور . مستعادة ، ولو توهمنا عكس ذلك من أننا تخيل ما نشاء ، فالحقيقة أن ألوفاً من الأشياء تزدحم على الفكر في كل وقت ، فلا يتأثر الفكر إلا بالتي يوجه إليها انتباهه ، فنظن أننا نستعيد صوراً ماضية . وهذه الأشباه عرضة لأن يختلط بعضها ببعض في مجاريها أو تلتوى أو تنقسم ، وهذا أصل أخطاء الحواس كرؤية البرج المربع مستديرا ، وهذا أصل تصورنا في المنام الحيوانات الخرافية التي لم توجد قط . و إذن فلا موجب للخوف مما يبدو لنا في الأحلام ولا إلى اعتباره نذيراً من لدن الآلهة . والآلهة موجودون . يدل على وجودهم أولا أنهم موضوع « فكرة سابقة » شائعة في الإنسانية جمعاء ، والفكرة السابقة تتكون بتكرار الإحساس وكل إحساس فهو صادق . وأساس هذه الفكرة السابقة الخيالات التي تتراءى لنا في المنام وفى اليقظة ، والتي لابد أن تكون منبعثة عن الآلهة أنفسهم . ثانياً : عندنا فكرة وجود دائم - سعيد ، والآلهة يقابلون هذه الفكرة . ثالثا : لكل شيء ضله يحقق المعادلة في الوجود ، فلا بد أن يقابل الوجود الفالي المتألم وجود دائم - ويجب أن نتصور الآلهة على حسب أحسن شيء فينا : أجسامهم لطيفة غاية اللطاقة متحركة أبدأ بين الموالم بمعزل عنها ، فلا ينالهم ما ينالها من دنور ولكنهم تخلدون . ولما كانوا سعداء بعيدين عن العوالم كما قلنا فهم لا يعنون بنا ولا يكدرون صفوهم بشؤوننا ولا يعلنون عن إرادتهم بالنذر كما تعتقد العامة , هذه المعتقدات وما يتفرع عليها من خرافات مثل تقديم القرابين الآلهة وأحياناً القرابين البشرية – لطلب مددهم ورضائهم ، تناقض الفكرة السابقة عنهم ، إذ يستحيل أن يكون الآلهة سعداء مطمئنين مع ما نضيفه إليهم من عواطف وشواغل ، فعلينا أن نطمئن نحن من جهتهم وأن ننفى عن نفوسنا الخوف منهم . – ولقد كان هذا الخوف عظيماً في اليونان بما توارثوه من أساطير عن 5