صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/299

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۹۳ - القدر يعبث بالبشر عبئاً ، وبما حشدت هذه الأساطير في العالم الآخرين حيوانات هائلة ومذاب ألم ، فأراد أبيقوروس أن يرفع عنهم هذا الكابوس وكان في وسعه أن يحول أنظارهم إلى جنات أفلاطون فآثر أن يمحو الجنة والجحيم جميعاً بهذا المذهب المتهافت السخيف . ومع اعتقاده هذا في الآلحة فقد كان يختلف إلى المعابد ويشارك في الشعائر ، ولعله كان يفعل ذلك أمبترضاء العامة وتفاديا من الخصومة معهم ، وهو فيلسوف الراحة والطمأنينة كما سنرى ا ٨٦ – الأخلاق : ا -- في هـذا المذهب السعادة هي اللذة الجسمية من حيث أنه لا يعترف بغير المادة ، وفي الواقع يقرر أبيقورس أن غاية الحياة اللذة ، ولكنه لا يتابع أرستبوس بل يعالج فكرة اللذة بحذق ومنطق حتى يحيلها نوعاً من السعادة الروحية ويتبقى الفضائل المعروفة و يستبعد الرذائل ، مما يجعل لمذهبه الخاق مكاناً خاصا بين المذاهب . يقول : تشهد التجربة أننا نطلب اللذة وأن الحيوان يطلبها مثلنا بدافع الطبيعة دون تفكير ولا تعليم . فالطبيعة هي التي تحكم بما يلائمها لا العقل الذي هو في الحقيقة عاجز عن تصور خير مجرد من ن كل عنصر حسى : وكيف يستطيع ذلك وجميع أفكارنا ترجع إلى إحساسات ومن ثمت إلى لذات وآلام ، وإذا نحن استبعدنا الحس من الإنسان فليس يبقى شيء . -- ومتى تقرر أن اللذة غاية لزم أن الوسيلة إليها فضيلة ، وأن العقل والعلم والحكمة تقوم في تدبير الوسائل وتوجيهها إلى الغاية المنشودة ، وهي الحياة اللذيذة السعيدة . فليس من الحق وصف الذه بأنها جميلة أو قبيحة شريقة أو خسيسة ؛ فإن كل لفة خير وكل وسيلة إلى اللذة ر كذلك ، بشرط أن تكون اللذة لذة وأن تكون الوسيلة مؤدية إلى لذة ، ومعنى هذا الشرط أن لذة عواقب وقد لا تكون جميع عواقبها خيرا ؛ فإن الشره