صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/300

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

مثلا يورث المرض ، فيجب تعديل اللذة بالألم واجتناب اللذة التي تجر ألما واعتبارها وسيلة سيئة السعادة ، وللألم عواقب كذلك وقد لا تكون جميعها شرا فيجب تعديل الألم باللذة وتقبل الألم الذي يجر لذة أعظم – وبهذا يتحيل مذهب اللذة إلى مذهب للمنفعة . لقد كان أرستيوس يرد كل لذة إلى اللذة الحاضرة مخافة أن يفوتنا المستقبل وأن ينقلب حسبان العواقب قيدا وعبودية ، ولكن أليس في محاولة التحرر من المستقبل عبودية للحاضر ؟ إن الـى لنـاية بعينها حاول الحياة مود بحرية أوسع من حرية مجاراة الأهواء على ما يتفق ، وإذن فما يجب طلبه هو أكبر مجموع ممكن من اللذات مدى الحياة . .... و يستتبع هذا الموقف تصنيف اللذات . وقد كان أرستبوس يدعى أنها جميعا سواء ، ور ما صح هذا إذا نظرنا إليها في أنفسها على أنها لذات ، أما إذا اعتبرنا صلتها بالطبيعة وعواقبها في الحياة بأكملها وجدناها تتفاوت . وفي الواقع يمكن ردها إلى طوائف ثلاث : الأولى لذات صادرة عن تزعلت طبيعية وضرورية وهي تلك التي تسكن آلاماً طبيعية مثل لذة الطعام والشراب عند الجوع والعطش ، والثانية لذات صادرة عن نزعات طبيعية ولكنها غير ضرورية وهي تلك التي تنوع اللذة فقط ولا تربى إلى تسكين ألم طبيعي مثل لذة الأغذية المترفة ، والثالثة لذات صادرة عن نزعات ليست طبيعية ولا ضرورية ولكنها تقوم في النفس بناء على ظن باطل مثل لذة المال والكرامات الاجتماعية . فالحكيم دائما إلى نزعات الطائفة الأولى ، وهي أبسط النزعات وألزمها تقوم بذاتها وتقوم النزعات الأخرى عليها و إرضاؤها سهل ميسور . والحكيم يقهر نزعات الطائفة الثالثة ويرفض لذائذها بالكاية . أما نزعات الطائفة الثانية فينظر إن كان يرضيها أم يقمعها ، ويرجع هذا النظر إلى الحكمة العملية فإن حكمت بقبولها أرضاها بتؤدة خشية أن يحولها بالشنف إلى نزعات ضرورية فينقلب عبدا لها يصفى