صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/302

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٢٩٦ - للدة لا تزيد في اللذة . . ولكن أبيقوروس كان قد قال عكس ذلك لما خالف أرستبوس وآثر اللذة المتصلة مدى الحياة ، فإذا كانت اللغة هي الغاية وكان كل شيء ينتهى عند الموت فما هو الفيصل بين المذهبين ؟ ولم تفضل الحياة الطويلة الخفيفة اللغة الحياة القصيرة القوية اللذة ؟ وقال أبيقوروس عكس ذلك أيضاً لا عرف الرجاء اللذة أثره في النفس ، فإذا كان هذا الرجاء لاذا إلى حد : تأطيف ألم جسمی محسوس فإن رجاء استمرار اللذة يزيد فيها من غير شك ، وإن توقع انقضاءها ينقصها و بلاشيها . ولقـد كان أبيقوروس بارعاً في انتقاله اللذة إلى المنفعة ، ثم في انتقاله من لذة الحواس إلى لذة النفس بواسطة الذاكرة والمخيلة دون أن يضع بين الحس والنفس فرقاً جوهريا ودون أن يغير معنى اللذة ، ولكن للذهب لا يكمل ولا يتوطد إلا بالانتقال من المنفعة إلى الخير و بالاعتراف النفس بقيمة خاصة وحياة خالدة و إلا كانت الأخلاق لقوا وكان الموقف المعقول أن نطلب اللذة ما وسعنا الطلاب على قول أرستبوس ، حتى إذا ما نالنـا الإعياء وأصابنا المرض أو أدركتنا الشيخوخة انتحرنا على قول مجسياس . 4 - قلنا إن أبيقوروس يستبق الفضائل المعروفة ، والحقيقة التي وضحت الآن أنه لا يستبقيها إلا في الظاهر و إلى الحد الذي يتفق مع المنفعة ويكفل الطمأنينة . ، فالعفة تقتصر على اللذات الطبيعية الضرروية وتقنع منها بمقدار خشية الاضطراب والألم . وترجع الشجاعة إلى تحمل الألم في سبيل اللذة والتسليم بما لا مفر منه . والصداقة نائية للينة فالحكيم يتعهدها كوسيلة للسعادة ، ولكنه يتجنب الحب لأنه مصدر اضطراب النفس . كذلك لا يتزوج الحكيم في الأكثر لما يجره الزواج من شواغل متعددة . وللسبب عينه ينبـذ الحكيم المناصب الحكومية وينفض يديه من الشؤون العامة . أما العـدالة فموضوعها ألا يضر بعضنا بعضاً مخافة رد الفعل ، وهي في الأصل تعاقد قائم على المنفعة بحيث لو انتقى التعاقد