صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/303

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

سسه ۴۹۶ أو تعارضت معه المنفعة أصبحنا في حل من هذه العدالة . و بعبارة أخرى أننا نقبل القانون لنحتمي من العدوان لا أكثر ، فإذا رأينا في الخروج على القانون منفعة لنا وأمكننا أن نخرج عليه دون أن ينالنـا أذى فلنا ذلك ونحن بمأمن من حكم الضمير . ولنا أن نستوحى المنفعة من باب أولى حين لا يكون هنالن عقد ، إذ لا حق لمن لا يستطيع أو لا يريد التعاقد ، فرداً كان أو شعباً ، فلا عدالة ولا ظلم . ولكننا في الغالب لا تأمن انتقام الغير ، فالحكيم . يرعى العدالة ليضمن لنفسه السلامة من الانتقام ومن خوف الانتقام وليحتفظ بالطمأنينة وهي خيره الأعظم - ---- وكل هذا منطقي في المذهب الحسى ، قال به السوفسطائيون قبل أبيقوروس ا وقال به من بعده الحسيون المحدثون . وغاية ما فعله فيلسوفنا أنه احتال على مبادئه 4 حتى طابق بينها وبين الطبيعة الإنسانية كما تفهمها فطرة العقل فاعترف بهذه اخذ الطبيعة من حيث لم يرد . غير أن هذه المطابقة ظاهرية فقط كما أسلفنا ، فلم تقو طويلاً على منطق المبادئ ولم يلبث الأبيقوريون أن شابهوا القورينائيين ، حتى العرف اسم أبيقوروس عنواناً لمذهب اللذة والاستهتار فظله شخصيا واسكنه أنصف مذهبه في جوهره وفي سيرة أتباعه وقد تعاقبوا أجيالاً إلى ما بعد المسيحية يعيشون عيشة « اللذة السهلة » -