الفصل الثالث
الرواقية
۸۷ — مؤسسو الرواقية :
أ — الرواقية معاصرة للأبيقورية ومعارضة لها ، وضع أصولها زينون وكملها تابعان من بعده ، وثلاثتهم أسيويون. ولد زينون في كتيوم من أعمال قبرص سنة ٣٣٦ ، وكان أبوه فيها يروى تاجراً قبرصيا يختلف إلى أثينا للتجارة ويحمل منها كتب السقراطيين. فقرأها ابنه ورغب في الاتصال بأصحابها. قدم أثينا حوالي سنة ٣١٢ بعد أن اشتغل هو أيضاً بالتجارة ، فاستمع إلى ثاوفراسطس وإلى أقراطيس تلميـذ دیوجانس الكلبي وإلى أستلبون الميثاري وإلى رجال الأكاديمية ، ثم أنشأ مدرسة في رواق ( لا ستوى » باليونانية) كان فيها سلف محل اجتماع الشعراء ، فدعي وأصحابه بالرواقيين. وكان مستمعوه كثيرين معجبين بسمو أخلاقه ، وتوفى سنة ٢٦٤.
ب — وخلفه أقلاينتوس ( ٣٣١ — ۳۳۳) ، جاء من أسوس وانضم إلى المدرسة ثم ترأمها من وفاة زينون إلى وفاته ، وكان مصارعاً قبل أن يتوفر على الفلسفة ، وامتاز بقوة إيمانه بالمذهب وشدة تعصبه له ، ولكنه كان قليل الحظ من المقدرة الجدلية ، قليل التوفيق في مناقشاته مع الأبيقور بين فتقهقرت المدرسة في أيامه ، — ولكنها عادت فازدهرت بزعامة أقريسيبوس : ولد سنة ٢٨٢ في سولي من أعمال قبرص حيث كان أبواه قد هاجرا من طرسوس من أعمال كيليكية ، ودخل المدرسة فرفع من شأنها بتعليمه القوى وكتبه الكثيرة ،
